كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله (وجعلنا في الأرض رواسي) أي جبالا.
وقوله (أن تميد بهم) يقول: أن لا تتكفأ بهم، يقول جل ثناؤه: فجعلنا في هذه الأرض هذه الرواسي من الجبال، فثبتناها لئلا تتكفأ بالناس، وليقدروا بالثبات على ظهرها.
كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة قال: كانوا على الأرض تمور بهم لا تستقر، فأصبحوا وقد جعل الله الجبال وهي الرواسي أوتادا للأرض، وجعلنا فيها فجاجا سبلا يعني مسالك، واحدها فج ". أهـ
تفسير الطبري 18/ 435
وقال القرطبي: " قوله تعالى: {وجعلنا في الأرض رواسي} أي جبالا ثوابت. {أن تميد بهم} أي لئلا تميد بهم ولا تتحرك ليتم القرار عليها؛ قاله الكوفيون. وقال البصريون: المعنى كراهية أن تميد. والميد التحرك والدوران. يقال: ماد رأسه؛ أي دار.
تفسير القرطبي 11/ 192
5 - قوله تعالى: {والبيت المعمور}.
قال الطبري: " وقوله: (والبيت المعمور) يقول: والبيت الذي يعمر بكثرة غاشيته وهو بيت فيما ذكر في السماء بحيال الكعبة من الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة، ثم لا يعودون فيه أبدا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة - رجل من قومه - قال: قال نبي الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -: " رفع إلي البيت المعمور، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ".
عن خالد بن عرعرة، أن رجلا قال لعلي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة، ولا يعودون فيه أبدا.
عن أبي الطفيل قال: سأل ابن الكواء، عليا عن البيت المعمور، قال: بيت بحيال البيت العتيق في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك على رسم راياتهم، يقال له الضراح، يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يرجعون فيه أبدا.
عن ابن عباس قوله: (والبيت المعمور) قال: هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه.
سئل عكرمة عن البيت المعمور، قال: بيت في السماء بحيال الكعبة.
عن مجاهد في قوله: (والبيت المعمور) قال: بيت في السماء يقال له الضراح.
عن قتادة (والبيت المعمور) ذكر لنا أن نبي الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - قال يوما لأصحابه: " هل تدرون ما البيت المعمور " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " فإنه مسجد في السماء تحته الكعبة لو خر لخر عليها، أو عليه، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم ".
تفسير الطبري باختصار 22/ 455 - 457
وقال القرطبي: " قوله تعالى: {والبيت المعمور} قال علي وابن عباس وغيرهما: هو بيت في السماء حيال الكعبة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم يخرجون منه فلا يعودون إليه ". أهـ
تفسير القرطبي 17/ 57
وقال ابن كثير: " ثبت في الصحيحين أن رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - قال في حديث الإسراء - بعد مجاوزته إلى السماء السابعة -: " ثم رفع بي إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه آخر ما عليهم " يعني: يتعبدون فيه ويطوفون، كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم كذلك ذاك البيت، هو كعبة أهل السماء السابعة ; ولهذا وجد إبراهيم الخليل عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور ; لأنه باني الكعبة الأرضية، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها، ويصلون إليه، والذي في السماء الدنيا يقال له: بيت العزة ...
وقال العوفي عن ابن عباس: هو بيت حذاء العرش، تعمره الملائكة، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه، وكذا قال عكرمة، ومجاهد، والربيع بن أنس، والسدي، وغير واحد من السلف ". أهـ
تفسير ابن كثير باختصار 7/ 428 - 429
شرح أدلة جريان الشمس ودورانها حول الأرض:
1 - قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها}.
¥