تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الطبري: " يقول - تعالى ذكره -: {والشمس تجري} لموضع قرارها، بمعنى: إلى موضع قرارها ; وبذلك جاء الأثر عن رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - ذكر الرواية بذلك:

عن أبي ذر الغفاري قال: كنت جالسا عند النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - في المسجد، فلما غربت الشمس قال: (يا أبا ذر هل تدري أين تذهب الشمس؟) قلت: الله ورسوله أعلم قال: (فإنها تذهب فتسجد بين يدي ربها، ثم تستأذن بالرجوع فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مكانها وذلك مستقرها).

وقال بعضهم في ذلك ... عن قتادة، قوله (والشمس تجري لمستقر لها) قال: وقت واحد لا تعدوه.

وقال آخرون: معنى ذلك: تجري لمجرى لها إلى مقادير مواضعها، بمعنى: أنها تجري إلى أبعد منازلها في الغروب، ثم ترجع ولا تجاوزه. قالوا: وذلك أنها لا تزال تتقدم كل ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع.

تفسير الطبري باختصار 20/ 517

وقال البغوي: " أي: إلى مستقر لها، أي: إلى انتهاء سيرها عند انقضاء الدنيا وقيام الساعة.

وقيل: إنها تسير حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها، ثم ترجع فذلك مستقرها لأنها لا تجاوزه.

وقيل: مستقرها نهاية ارتفاعها في السماء في الصيف ونهاية هبوطها في الشتاء، وقد صح عن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - أنه قال: " مستقرها تحت العرش ".

عن أبي ذر قال: سألت النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - عن قوله عز وجل: (والشمس تجري لمستقر لها) قال: " مستقرها تحت العرش ".

عن أبي ذر قال: قال رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب "؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها، فيقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).

تفسير البغوي باختصار 7/ 18

وقال القرطبي: " تجري " في موضع الخبر، أي: جارية. وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - عن قوله - عز وجل -: {والشمس تجري لمستقر لها} قال: (مستقرها تحت العرش).

وفيه عن أبي ذر أن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - قال يوما: (أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي، أصبحي طالعة من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها. فقال رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -: أتدرون متى ذلكم؟ ذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.

ولفظ البخاري عن أبي ذر قال: قال النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - لأبي ذر حين غربت الشمس: (تدري أين تذهب؟) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}.

ولفظ الترمذي عن أبي ذر قال: دخلت المسجد حين غابت الشمس، والنبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - جالس. فقال النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -: (يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه؟) قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: اطلعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها. قال: ثم قرأ {ذلك مستقر لها} قال: وذلك قراءة عبد الله. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير