تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العلوم الدينية من البطقة الثانية من أصحاب أحمد: لا خلاف بين العلماء أن

السماء على مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب، كدورة

الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين، أحدهما في الشمال، والآخر

في ناحية الجنوب. قال: ويدل على ذلك أن الكواكب جميعها تدور من

المشرق تقع قليلاً على ترتيب واحد في حركتها ومقادير أجزائها، إلى

أن تتوسط السماء، ثم تنحدر على ذلك الترتيب، فكأنها ثابتة في كرة

تديرها جميعها دوراً واحداً.هذه نبذة من أقوال علماء المسلمين في شكل

الأفلاك، ثم قال: وهذا محل القصد بالذات، وكذلك أجمعوا على أن

الأرض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة.

قال: ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب، لا يوجد طلوعها وغروبها

على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب.

قال: فكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء، كالنقطة في الدائرة،.

يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يرى في جميع نواحي السماء،

على قدر واحد، فيدل ذلك على بعد ما بين السماء والأرض من جميع الجهات

بقدر واحد، فاضطرار أن تكون الأرض وسط السماء

اه. بلفظه.

فهذا نقل لإجماع الأمة، من إمام جليل في علمي المعقول والمنقول،

على أن الأرض على شكل الكرة، وقد ساق الأدلة الاضطرارية من

حركة الأفلاك على ذلك. ومن جهة العقل أيضاً يقال: إن أكمل الأجرام

هو المستدير كما قال في قوله: ** مَّا ترى فِي خَلْقِ الرحمن مِن تَفَاوُتِ} [الملك: 3].

وعليه، فلو قدر لسائر على وجه الأرض، وافترضنا الأرض مسطحة كسطح

البيت أو القرطاس مثلاً، لكان لهذا السائر من نهاية ينتهي إليها، وهي

منتهى التسطيح أو يسقط في هاوية، وباعتبارها كرة، فإنه يكمل دورته،

ويكررها ولو سار طيلة عمره لما كان لمسيره منتهى، لأنه يدور على سطحها

من جميع جهاتها. والعلم عند الله تعالى.

تنبيه

كان من الممكن أن نقدم هذه النتيجة من أول الأمر ما دامت متفقة في النهاية

مع قول علماء الهيئة. ولا نطيل النقول من هنا وهناك، ولكن قد سقنا ذلك كله

لغرض أعم من هذا كله، وقضية أشمل وهي من جهتين:

أولاهما: أن علماء المسلمين مدركون ما قال به علماء الهيئة، ولكن لا من طريق

النقل أو دلالة خاصة على هذه الجزئية من القرآن، ولكن عن طريق النظر،

والاستدلال، إذ علماء المسلمين لم يجهلوا هذه النظرية، ولم تخف عليهم هذه الحقيقة.

ثانيتهما: مع علمهم بهذه الحقيقة وإدراكهم لهذه النظرية، لم يعز واحد منهم

دلالتها لنصوص الكتاب أو السنة.وبناء عليه نقول: إذا لم تكن النصوص صريحة

في نظرية من النظريات الحديثة، لا ينبغي أن نقحمها في مباحثها نفياً أو إثباتاً،

وإنما نتطلب العلم من طريقه، فعلوم الهيئة من النظر الاستدلال، وعلوم الطب من

التجارب والاستقراء، وهكذا يبقى القرآن مصاناً عن مجال الجدل في نظرية قابلة

للثبوت والنفي، أو التغيير والتبديل، كما لا ينبغي لمن لم يعلم حقيقة أمر في

فنه أن يبادر بإنكارها ما لم تكن مصادمة لنص صريح.

وعليه أن يثبت أولاً وقد نبهنا سابقاً على ذلك في مثل ذلك في قصة نبي الله

سليمان مع بلقيس والهدهد حينما جاءه، فقال: ** أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن

سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22] وقصَّ عليه خبرها مع قومها، فلم يبادر عليه السلام

بالإنكار. لكون الآتي بالخبر هدهداً، ولم يكن عنده علم به ولم يسارع أيضاً بتصديقه،

لأنه ليس لديه مستند عليه، بل أخذ في طريق التثبت بواسطة الطريق الذي جاء الخبر

به قال: ** سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الكاذبين} [النمل: 27]، وأرسله بالكتاب

إليهم، فإذا كان هذا من نبي الله سليمان ولديه وسائل وإمكانيات كما تعلم.

فغيره من باب أولى.

تنبيه آخر

إذا كان علماء الإسلام يثبتون كروية الأرض، فماذا يقولون في قوله تعالى:

** أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17]- إلى قوله - ** وَإِلَى الأرض

كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية: 20]. وجوابهم كجوابهم على قوله تعالى: ** حتى

إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشمس وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف: 86]، أي في

نظر العين، لأن الشمس تغرب عن أمة، وتستمر في الأفق على أمة أخرى،

حتى تأتي مطعلها من الشرق في صبحة اليوم الثاني، ويكون بسط الأرض

وتمهيدها، نظراً لكل إقليم وجزء منها لسعتها وعظيم جرمها.

وهذا لا يتنافى مع حقيقة شكلها، فقد نرى الجبل الشاهق، وإذا تسلقناه

ووصلنا قمته وجدنا سطحاً مستوياً، ووجدنا أمة بكامل لوازمها، وقد لا

يعلم بعض من فيه عن بقية العالم، وهكذا، والله تعالى أعلم.

ـ[ازموراي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 05:42 م]ـ

بصراحة هناك عقول رائعةلكن لماذا التجريح للطرف الآخر في حال النقاش مع ان الحجة موجودة

يا اخوان الموضوع لنستفيد لا لنجرح في بعضنا ونتهم بعضنا بالجهل

اخوي عبدالكريم عبدالرحمن اجابتك كانت اكثر من رائعة فلماذا صرت تهدم مابنيت

الموضوع تشعب وتحور ومعظم المشاركات ابتعدت عن موضوعي الاساسي الا وهو البيت المعمور والكعبة

اذا كان النقاش سيستمر بتوجيه الاهانات لبعضنا فارجو من المشرف اغلاق الموضوع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير