ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[14 - 10 - 09, 11:17 ص]ـ
العلامة الألباني يرد على من ينكر دوران الأرض ...
**جاء في شريط رقم (497/ 1):
س / ما قولكم في مسألة دوران الأرض.
ج / نحن في الحقيقة لا نشك في أن قضية دوران الأرض حقيقة علمية لا تقبل جدلا. في الوقت الذي نعتقد ليس من وظيفة الشرع عموما والقرآن خصوصا أن يتحدث عن علم الفلك ودقائق علم الفلك وإنما هذه تدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث انس بن مالك رضي الله عنه في قصة تأبير النخل حينما قال لهم إنما هو ظن ظننته فإذا أمرتكم بأشيء من أمر دينككم فاتوا منه ما استعطم وما أمرتكم بشيء من أمور دنياكم فأنتم اعلم بأمور دنياكم.
فهذه القضايا ليس من المفروض أن يتحدث عنها الرسول صلى عليه السلام، وإن تحدث هو في حديثه أو ربنا عز وجل في كتابه فإنما هي لبالغة أو آية أو معجزة او نحو ذلك.
فلذلك نستطيع أن نقول أنه لا يوجد في الكتاب ولا في السنة ما ينافي هذه الحقيقة العلمية المعروفة اليوم أو التي تقول أن الأرض كروية أو أنها تدور بقدرة الله عز وجل في هذا الفضاء الواسع.
بل يمكن للمسلم أن يجد ما يشعر إن لم نقل ما ينص على أن الأرض كالشمس والقمر من حيث انها كلها في هذا الفراغ كما قال عز وجل (وكل في فلك يسبحون) وبخاصة إذا استحضرنا أن قبل هذا التعبير الإلهي بلفظة كل أنها تعني الكواكب الثلاث حيث ابتدأ بالأرض .. ثم الشمس .. ثم القمر .. فلفظة كل تشمل الآية الأولى الأرض ثم الشمس ثم القمر ...
هذا ظاهر في سياق الآيات ... كل هذا مع العلم أن علماء التفسير أعادوا اسم كل إلى أقرب مذكور وهو الشمس والقمر لكن ليس هناك ما يمنع أبدا أن نوسع معنى الكل فيشمل الأرض التي ذكرت قبل الشمس وقبل القمر.
هذا أقوله فإن صح فبها ونعمت، وإن لم يصح فأقل ما يقال أنه لا يوجد في القرآن ـ كما قلت آنفا ـ ولا في السنة ما ينفي هذه الحقيقة العلمية.
أما ما يقال عن الآيات التي يذكرونها فهي في الحقيقة لا تنهض لإبطال هذه الحقيقة العلمية الكونية من جهة، بل على العكس بعضها تكون حجة على المستدلين بها .... إلخ.
والخلاصة: ... لا يمكن أن يقال أنها ثابتة ... والقضية لا تحتاج إلا إلى شيء من العلم والإدراك الصحيح مع وجود الإيمان الكامل بقدرة الله التي لا يتصورها الإنسان.
وجاء في الشريط رقم (436 / ا)
سؤال من مسلم بريطاني / هل في رأيكم أن العالم كروي أو مستقيم؟
ج الشيخ: هذا السؤال جغرافي وإلا ديني؟!
س / كلاهما
ج الشيخ: كروي.
س / هل أخطأ ابن باز حينما قال انها مستقيمة ..
ج الشيخ / مستقيمة أو مسطحة؟
س / مسطحة.
ج الشيخ / ليت أن الخطأ وقف عند المسألة الجغرافية.
مسألة كروية الأرض أو سطحيتها ليست مسألة عملية، ولا هي مسألة اعتقادية يجب على المسلم أن يعرف حكم الشرع فيها ـ إذا كانت عملية أي يتعبد الله بها كسائر العبادات ـ أو يعتقدها في قرارة نفسه أو قلبه إذا كانت عقيدة يؤمر كل مسلم أن يعتقدها وأن يؤمن بها.
وإنما هي مسألة قد تؤخذ على وجهين اثنين من تفسير بعض الآيات في القرآن الكريم، وبلا شك كما هو الشأن في أكثر المسائل يكون أحد الوجهين صوابا والآخر خطأ.
وعلى هذا من اجتهد وكان أهلا للاجتهاد، وأول شرط لهذه الأهلية هو المعرفة باللغة العربية، فسواء أصاب أو أخطأ، من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد.
وهذه الآيات التي جاءت حول الأرض هل هي متحركة أو كروية أم هي ثابتة؛ ليس هناك نص قاطع يؤيد أحد الوجهين المختلفين، ولهذا قلنا أن هذه ليست مسألة اعتقادية لابد أن يكون فيها رأي موحد كما نعتقد بعقيدة السلف.
بعض الآيات من القرآن الكريم التي تتعلق بهذا الموضوع يمكن أن يفهم منها ثبات الأرض وسطحيتها، والبعض الآخر يمكن أن يفهم منها حركتها ودورانها، وهذا الرأي هو الذي يترجح عندنا ويطابق الواقع الطبيعي الذي يشعر به كل فرد من أفراد الناس سواء كان مسلما أو كافرا.
ويكفي في أن نعرف أن المسألة ليس فيها دليل قاطع مع الذين يلحون على مخالفة ما ثبت علميا اليوم أن الأرض متحركة وأنها تدور حول الشمس، يكفي لمعرفة أنه لا نص صريح يخالف هذه الفكرة أو هذا الرأي الفلكي أن كثيرا من علماء المسلمين الذين يعترف كل المسلمين بعلمهم وفضلهم وبخاصة نحن معشر السلفيين نعتقد بإمامية شيخ الإسلام ابن تيمية في معرفة الكتاب والسنة وابن قيم الجوزية فضلا عن غيرهما بأنهم كانوا يرون خلاف ما يذاع الآن بناء على بعض الظواهر القرآنية كآية (والجبال أرساها) مثلا و (والأرض بعد ذلك دحاها) ونحو ذلك من الآيات.
ما فهموا منها هذا الرأي الجامد المخالف أولا لظواهر النصوص الأخرى، وثانيا للحقيقة العلمية الفلكية.
ومثل آية وصف الجبال للأرض كالرواسي بالنسبة للسفن؛ لا يستلزم لغة أن تكون الأرض غير متحركة مطلقا، وإنما تنفي حركة اضطرابية، ومثل هذه الآية آية (والجبال أوتادا)، لأننا نعلم بالمشاهدة أن الوتد بالنسبة للدابة ليس مانعا لها من الحركة، وإنما الوتد يمنعها من الحركة الفوضوية، وهي الشرود والانطلاق كيفما شاءت؛ لا .. ربنا نظم دوران الأرض كدوران الفرس حول الوتد، فجعل الجبال اوتادا، على عكس ما يدعون، هي تثبت نفي حركة الأرض، لكن تثبت حركة علمية معروفة اليوم أنها حركة منظمة ودقيقة جدا في طوال السنة لا تختلف ثانية.
وكذلك الرواسي لا تمنع السفينة من الحركة، وإذا انتقلنا إلى الآيات الأخرى فهي صريحة أو تكاد تكون صريحة بعكس ما يفهمون من الآيات الأولى كالآيات المذكورة في سورة يس (وآية لهم الأرض الميتة ... ) (والشمس تجري .. ) (والقمر قدناه منازل ... ) ... ثم قال ( ... وكل ـ أي من الآيات الأرض والقمر والشمس ـ في فلك يسبحون).
وهذه الآية في الحقيقة من الآيات الكونية على صدق النبوة والرسالة بدون تكلف، لأنه هناك آيات يتكلفون جدا في تأويلها وتطبيقها في بعض النظريات العلمية كما يفعل بعض العصافير الصغار.
منقول
¥