بأن يُدمر قول النبي صلى الله عليه وسلم أم قول كبلر وجاليليو، وأي القولين أحق بأن نغضب لمخالفته قول النبي صلى الله عليه وسلم أم قول كبلر وجاليليو.
ولننظر إلى سياق الآية: سباقها ولحاقها قال تعالى: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون (37) والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم (38) والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (39) لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (40))
انظر كما قدمت لك (انظر المشاركة رقم 82) تجد أن الآية ذكرت تعاقب الليل والنهار، ثم أعقب ذلك بذكر جريان الشمس، ثم لما ذكر الشمس ذكر معها جرما يشارها في الدوران ألا وهو القمر، ثم قال: (وكل في فلك يسبحون) عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: (كل في فلك)، قال: فلكة كفلكة المغزل، (يسبحون) قال: يدورون في أبواب السماء كما تدور الفلكة في المغزل. فما سبب مجيء الآيات بذكر الليل والنهار وتعاقبهما ثم يذكر بعده جريان الشمس، أليس لهذا مناسبة ولماذا يطرد ذلك في الكتاب العزيز؟ أليس لهذا مناسبة، خذ مثلا قوله تعالى:
(ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير)
(يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك)
(خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار)
قال ابن جرير: وقوله: (وسخر الشمس والقمر) يقول تعالى ذكره: وسخر الشمس والقمر لعباده، ليعلموا بذلك عدد السنين والحساب، ويعرفوا الليل من النهار لمصلحة معاشهم (كل يجري لأجل مسمى) يقول: كل ذلك يعني الشمس والقمر (يجري لأجل مسمى) يعني إلى قيام الساعة.
وسئل شيخ الإسلام - رحمه الله -:
هل خلق الله السموات والأرض قبل الليل والنهار أم لا؟
فأجاب:
الحمد لله، " الليل والنهار " الذي هو حاصل بالشمس هو تبع للسموات والأرض؛ لم يخلق هذا الليل وهذا النهار قبل هذه السموات والأرض؛ بل خلق هذا الليل وهذا النهار تبعا لهذه السموات والأرض؛ فإن الله إذا أطلع الشمس حصل النهار وإذا غابت حصل الليل؛ فالنهار بظهورها والليل بغروبها فكيف يكون هذا الليل وهذا النهار قبل الشمس والشمس والقمر مخلوقان مع السموات والأرض. وقد قال تعالى: {وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون} وقال تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون}
وأريد من نقل كلام شيخ الإسلام هذا (وفي كلامه شيء كثير نحو هذا) أن أبين للإخوة أن الليل والنهار سببهما الشمس ليس هو خرافة قديمة كما يقوله البعض إذ لو كان خرافة ووهما ما جاز لشيخ الإسلام أن ينزل الآيات عليه.
بارك الله فيكم ..
مَن أراد أن يعرف حالَ الأرض مِن كروية أو دوران أو وضعها بالنسبة للشمس، فليرجع إلى أهل الاختصاص المشتغلين بهذا العِلم. أما الاستنباط من النصوص، فكِلا الفريقين يصنعونه. فإذا كان لَمْ يَرِدْ نصٌّ شرعيٌّ صريحٌ في المسألة، فعلامَ هذا التجاذب؟
من تعني بأهل الاختصاص كبلر وجماعته، ثم نأتي لآيات ربنا ونصوص نبينا ونلوي أعناقها.
وقولك: (أما الاستنباط من النصوص، فكِلا الفريقين يصنعونه) اقرأ المشاركات من الأول وستجد أن نصوص الوحيين - التي دلت على أن سبب الليل والنهار هو الشمس - نصوص كثيرة ذكرت بعضها ولم أحب أن أكرر ما ذكره بعض الإخوة، وستجد أن بعضها ذكر وجه الدلالة منه من أقوال أهل العلم، وما ذكرته أنا - أعني نفسي - من إشارات ودلالات مما استدللت به من النصوص فإني إن شاء الله لم أتعد ألفاظ الآيات، وما فيها من خلل في الاستدلال فالرجاء منكم بيانه.
وفي المقابل لن تجد شيئا من النصوص يؤيد من قال بدوران الأرض، ولا حتى من المتشابه.
وقولك: (فإذا كان لَمْ يَرِدْ نصٌّ شرعيٌّ صريحٌ في المسألة، فعلامَ هذا التجاذب؟)
عجيب أكل مسائل الشريعة التي يُتكلم فيها لا بد فيها من أدلة صريحة؟!!!! أما درست أصول الفقه.
وقولك (فعلامَ هذا التجاذب؟) حقيقة المسألة ليس هو تجاذب في فهم نصوص الوحيين، بل فريق يقول: إن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس وهذه حقيقة علمية، وعليها أم البراهين (يعنون من الاكتشافات العلمية: وإنما تلقفوها من جاليليو وكبلر)، وفريق آخر يقول إن ظواهر النصوص تدل أن سبب الليل والنهار هو دوران الشمس، وليس الأرض. والله أعلم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 01:49 م]ـ
أذكر لي من هم علماء أهل السنة الذين أنكروا دوران الأرض؟
جزاك الله خير أخي ونفع بك ..
راجع الردود فستجد جمع من هم ابن باز الجبرين .. الجزائري
¥