أم تريد ما ذكره القزويني وهو قوله: والذي نرى مِن دوران الفلك إنما هو دَوْرُ الأرض لا دور الكواكب؟ إن كنت تريد هذه العبارة وأن كبلر وجماعته أخذوها من القزويني كما يظهر من استشهادك. فأقول لك:
1 - سياق العبارة كالتالي قال القزويني: ومِن القدماء مِن أصحاب فيثاغورس مَن قال: الأرضُ متحرِّكةٌ دائماً على الاستدارة، والذي نرى مِن دوران الفلك إنما هو دَوْرُ الأرض لا دور الكواكب، ... "
الذي يظهر أن قوله: والذي نرى من دوران الفلك إنما هو دور الأرض ... " هو تتمة كلام من حكى عنه من أصحاب فيثاغورث أن الأرض متحركة على الاستدارة، لا يحكيه القزويني عن نفسه، وأنت في نقلك جعلت بين الجملتين نقطة لتدلل على أن من نقل عنه من أصحاب فيثاغورث انتهى عند قوله: متحركة دائما على الاستدارة "، وأن ما بعد النقطة كلام جديد هو من كلام القزويني.
وقد رجعت إلى الطبعة التي اعتمدت عليها أنت فوجدت بين الجملتين فاصلة، وليس نقطة مما يدلل على صحة كلامي. يدل على هذا الآتي:
2 - إن بعض أصحاب مدرسة فيثاغورث قالوا بهذه العبارة وهو أن سبب دوران الفلك هو دوران الأرض، وليس الفلك
هيرقليدس (375–310ق. م) حيث قال: إن دوران النجوم والكواكب إنما هو ناتج عن دوران الأرض حول نفسها.
المصدر: http://legacy.nadyelfikr.com/index.php?showtopic=52673
قال أرسطرخس الساموسي (310 ق م – 230 ق م): أما النجوم فهي ثابتة وحركتها اليومية ما هي إلا خدعة سببها دوران الأرض حول محورها في الاتجاه المضاد ...
المصدر: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D8%B3%D8%B7%D8%B1%D8%AE%D8%B3_%D8%A7% D9%84%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A
فمسألة دوران الأرض مسألة قديمة اشتهر القول بها حتى عند فيثاغورث نفسه، وبطليموس وغيرهم.
3 - وبهذا تعرف أنك على خطأ إذ ظننت أن هذه المعلومات أخذها كبلر وجماعته من القزويني بل القزويني كما في عبارته التي نقلتها أنت وهي قوله: ومِن القدماء مِن أصحاب فيثاغورس مَن قال: الأرضُ متحرِّكةٌ دائماً على الاستدارة. تدل على أنه مسبوق بهذه المسألة بعدة قرون. إذ هو ينقلها عن أصحاب فيثاغورث.
4 - إن كانت العبارة وهي قوله: "والذي نرى مِن دوران الفلك إنما هو دَوْرُ الأرض لا دور الكواكب" هي من قول القزويني عن نفسه فكل ما فيها بيان علاقة الأرض بالكواكب التي تدور، وحاصلها أن الذي يدور هو الأرض وليست الكواكب، وليس فيها لا من قريب ولا من بعيد دوران الأرض حول الشمس. وهذه غير مسألتنا التي تكلم فيها كبلر ومن معه وهي دوران الأرض حول محورها، ومحور هذا الدوران غير متعامد على خط دورانها السنوي حول الشمس، وأيضا دورانها حول الشمس في مدار بيضاوي، عند اقترابها من الشمس تكون سرعتها أكثر من سرعتها إذا بعدت، كل ذلك قالوه حتى يستقيم لهم القول بأن حدوث الليل والنهار والفصول الأربعة راجع إلى حركات الأرض هذه.
نعم أخي الكريم .. سبب الليل والنهار هو الشمس، سواء كانت الأرض هي التي تدور أو العكس. فيبقى التنازع قائماً.
قولك (فيبقى التنازع قائماً) نعم يبقى التنازع بين أناس يستدلون بكتاب ربهم على دوران الشمس، وآخرين ليس معهم إلا أقوال كبلر وجماعته، آمنوا بها، وسلموا لها، وولوا النصوص أدبارهم، لأنه عندهم لم يرد في النصوص شيء من أمر الكون مما يتعلق بالشمس والقمر والليل والنهار، كما أنه لم يرد شيء في "الطحال" "ومكانه" في الكتاب والسنة.
إلى من تلقف مقالة كبلر، وسلم بها:
سؤال: ما معنى قوله تعالى: والشمس تجري لمستقر لها؟
قالوا: تجري سابحة في المجرة حتى تكمل دورتها في مدة قدرها مائتين وخمسين مليون سنة!!!! (حلوة!!! ما أكبر الكذبة!!!!).
انتبه: على نظريتهم الفاسدة القائلة بدوران الأرض حول محورها وحول الشمس، لا يمكن تفسير جريان الشمس في الآية إلا هكذا.
عن أبي ذر قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حين وجبت الشمس فقال يا أبا ذر تدري أين تذهب الشمس قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فترجع إلى مطلعها فذلك مستقرها ثم قرأ (والشمس تجري لمستقر لها)
¥