[التوسل بدعاء النبي بعد موته: مسألة فقهية أم عقدية؟]
ـ[أبو نوح]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:04 م]ـ
السلام عليكم. قد بحثت في الموضوع هنا في المنتدى و وجدت كلاماً فيه لكن لدي سؤال لم أجد عنه جواباً:
تبين فيما قرأت من الفتاوى أن التوسل بجاه النبي مسألة فقهية فيها خلاف و لو كان الخلاف ضعيفاً، و واضح أيضاً أن من اعتقد أن الميت يقدر على إغاثة الأحياء فقد وقع في الشرك بالله.
لكن، قرأت أن بعض الفقهاء الكبار رأوا جواز التوسل بدعاء النبي بعد موته أي أن يدعو الرجل النبي عليه الصلاة و السلام أن يشفع له عند الله.
هذه المسألة لم يكن لدي فيها شك إذ تربيت على الدعوة النجدية و تعلمت أنه لا خلاف في هذه المسألة ... لكن، لو كانت المسألة عقدية لا يصوغ فيها الخلاف كيف وقع فيها مثل هؤلاء الفقهاء الكبار؟ هل يدل هذا على أن المسألة فيه خلاف ضعيف أم لا يدل على ذلك أبدا؟
إخوتي، كما قلت إني قد استعملت البحث و لم أجد جواباً صريحاً و إن كان موجوداً فلعله فاتني فأفيدوني يجزكم الله خيراً.
و السلام عليم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[10 - 10 - 09, 03:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ، قرأت في مجموع رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن التوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم من المسائل الفقهية وقال به الجمهور، وجوزه ولم ينكره وذكر رواية في مذهب الإمام أحمد بذلك، فهل المسألة فقهية وليست عقدية، وهل يسوغ الخلاف فيها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من المسائل الفرعية التي اختلف فيها العلماء، وإذا كانت كذلك فالخلاف فيها سائغ، والقول بالجواز هو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد كما في الفروع والإنصاف وكشاف القناع وغيرها من كتب الحنابلة، ولكن القول الراجح الذي تشهد له الأدلة وتصان به العقيدة وتسد به ذرائع الشرك هو القول بالمنع من ذلك، كما عليه كثير من المحققين، وقد سبق أن فصلنا الكلام في ذلك في عدة فتاوى انظر منها على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16690، 17593، 4416، 11669.
وأما هل هي من مسائل العقيدة أو الفقه؟ فالذي يظهر أن لها تعلقاً بكل من العقيدة والفقه، ومما يدل على ذلك أن العلماء المصنفين في العقيدة يخصون التوسل بباب يتكلمون فيه عن أحكامه وما يجوز منه، وما لا يجوز، وكذلك يتكلمون عليه في كتب الفقه، كما في كتب الحنابلة التي سبقت الإشارة إليها وغيرها من الكتب، وعلى كل حال لا يؤثر في حكمها كونها من مسائل العقيدة أو الفقه، لأن الواجب على المسلم أن يكون متبعاً لأدلة الكتاب والسنة، ممتثلاً لأحكامهما واقفاً عند حدودهما بغض النظر عن كون المسألة عقدية أو فقهية.
والله أعلم.
المصدر: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=76164&Option=FatwaId
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[10 - 10 - 09, 04:15 م]ـ
(7507)
سؤال: هل يجوز التوسل بجاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبآثاره عليه الصلاة والسلام؟
الجواب: اعلم أن محبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واجبة على أمته لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" ولقوله: "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" ولكن محبته تستدعي طاعته واتباع سنته والاقتداء به وبما شرعه لأمته، فأما تعظيمه فلا يجوز فإنه لم يخرج بالرسالة عن كونه عبدًا ومخلوقًا فلا يجوز دعاؤه مع الله ولا سؤال الله بجاهه ولا بذاته فإنه لا يملك شيئًا من أمر الله {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}، وأما الحديث: "إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم" فهو حديث مكذوب موضوع لا أصل له فلا يُلتفت إليه ولا ينقص من محبته كوننا لا نسأل الله بجاهه بل نسأل الله تعالى بالأسماء الحُسنى، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[أبو نوح]ــــــــ[10 - 10 - 09, 08:08 م]ـ
الله يجزيكما خيراً لكن يا أخوي، ليس في هذين الردين جواب عن سؤالي ... فالسؤال بارك الله فيكم: هل قول بعض الفقهاء في تجويزهم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه و سلم بعد موته من مسائل الاجتهاد أم لا ... ؟ جزاكم الله خيراً يا طالبي علم الفقه على صبركم مع العبد المسكين!
أرى كشف هذه الشبهة ضرورة لأن كون الشيء شركاً و كفراً يختلف عن كونه شيئاً يسوغ فيه الخلاف. الله يحفظكم.
أخوكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[11 - 10 - 09, 07:29 ص]ـ
الله يجزيكما خيراً لكن يا أخوي، ليس في هذين الردين جواب عن سؤالي ... فالسؤال بارك الله فيكم: هل قول بعض الفقهاء في تجويزهم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه و سلم بعد موته من مسائل الاجتهاد أم لا ... ؟ جزاكم الله خيراً يا طالبي علم الفقه على صبركم مع العبد المسكين!
أرى كشف هذه الشبهة ضرورة لأن كون الشيء شركاً و كفراً يختلف عن كونه شيئاً يسوغ فيه الخلاف. الله يحفظكم.
أخوكم
لعلك غفلت عن ما أوردته لك، فإليك الجواب على سؤالك:
فالتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم من المسائل الفرعية التي اختلف فيها العلماء، وإذا كانت كذلك فالخلاف فيها سائغ، والقول بالجواز هو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد كما في الفروع والإنصاف وكشاف القناع وغيرها من كتب الحنابلة، ولكن القول الراجح الذي تشهد له الأدلة وتصان به العقيدة وتسد به ذرائع الشرك هو القول بالمنع من ذلك، كما عليه كثير من المحققين، وقد سبق أن فصلنا الكلام في ذلك في عدة فتاوى انظر منها على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16690، 17593، 4416، 11669.
¥