تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا خلاف بين المسلمين أنه لا يشرع أن يقصد الصلاة إلى القبر بل هذا من البدع المحدثة وكذلك قصد شيء من القبور لا سيما قبور الأنبياء والصالحين عند الدعاء فإذا لم يجز قصد استقباله عند الدعاء لله تعالى فدعاء الميت نفسه أولى أن لا يجوز كما أنه لا يجوز أن يصلي مستقبله فلأن لا يجوز الصلاة له بطريق الأولى. فعلم أنه لا يجوز أن يسأل الميت شيئا: لا يطلب منه أن يدعو الله له ولا غير ذلك ولا يجوز أن يشكى إليه شيء من مصائب الدنيا والدين؛ ولو جاز أن يشكى إليه ذلك في حياته فإن ذلك في حياته لا يفضي إلى الشرك وهذا يفضي إلى الشرك لأنه في حياته مكلف أن يجيب سؤال من سأله لما له في ذلك من الأجر والثواب وبعد الموت ليس مكلفا بل ما يفعله من ذكر لله تعالى ودعاء ونحو ذلك - كما أن موسى يصلي في قبره؛ وكما صلى الأنبياء خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ببيت المقدس وتسبيح أهل الجنة والملائكة - فهم يمتعون بذلك وهم يفعلون ذلك بحسب ما يسره الله لهم ويقدره لهم ليس هو من باب التكليف الذي يمتحن به العباد. وحينئذ. فسؤال السائل للميت لا يؤثر في ذلك شيئا؛ بل ما جعله الله فاعلا له هو يفعله وإن لم يسأله العبد؛

ما أظهرته لك باللون الأحمر مطابق لما قلته لك، وهو ما أنكرته علي أيضاً، فتأمل يا رعاك الله.

مجموع الفتاوى - (15/ 49)

وكثير من طوائف متعددة ترى أحدهم يرى أن استغاثته بالشيخ إما عند قبره أو غير قبره أنفع له من أن يدعو الله في المسجد عند السحر ويستهزئ بمن يعدل عن طريقته إلى التوحيد وكثير منهم يخربون المساجد ويعمرون المشاهد فهل هذا إلا من استخفافهم بالله وبآياته ورسوله وتعظيمهم للشرك. وإذا كان لهذا وقف ولهذا وقف كان وقف الشرك أعظم عندهم؛ مضاهاة لمشركي العرب الذين ذكرهم الله في قوله: {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا} الآية. فيفضلون ما يجعل لغير الله على ما يجعل لله ويقولون: الله غني وآلهتنا فقيرة. وهؤلاء إذا قصد أحدهم القبر الذي يعظمه يبكي عنده ويخشع ويتضرع ما لا يحصل له مثله في الجمعة والصلوات الخمس وقيام الليل فهل هذا إلا من حال المشركين لا الموحدين

كلام شيخ الإسلتم هنا لا ينطبق على الحال التي سأل عنها السائل، كما أنّ شيخ الإسلام لم يصرح بالحكم وإنما ذكر تشابه الحال وهناك فرق واضح بين الحالين كما تعلم، فقد ثبت في الحديث أنّ آية المنافق ثلاث، فهل من كانت فيه الثلاث خصال أو أحدها كان منافقاً؟ كلا. كما أنّ حال من ذكرهم شيخ الإسلام يختلف حالهم عن حال من ذكرهم السائل. فتأمل.

مجموع الفتاوى - (14/ 284)

وهذا كثير يجري لمن يدعو المخلوقين، من النصارى ومن المنتسبين إلى الإسلام يدعونهم عند قبورهم، أو مغيبهم. ويستغيثون بهم. فيأتيهم من يقول: إنه ذلك المستغاث به في صورة آدمي إما راكبا، وإما غير راكب. فيعتقد المستغيث: أنه ذلك النبي، أو الصالح، أو أنه سره، أو روحانيته، أو رقيقته أو المعنى تشكل، أو يقول: إنه ملك جاء على صورته. وإنما هو شيطان يغويه، لكونه أشرك بالله ودعا غيره: الميت فمن دونه. فصار للشيطان عليه سلطان بذلك الشرك. فظن أنه يدعو النبي، أو الصالح، أو الملك. وأنه هو الذي شفع له، أو هو الذي أجاب دعوته. وإنما هو الشيطان، ليزيده غلوا في كفره وضلاله

كلام شيخ الإسلام هنا متعلق بالإستغاثة لا الدعاء، فتنبه.

والله أعلم

ـ[أبو نوح]ــــــــ[13 - 10 - 09, 09:31 ص]ـ

فكيف الجواب عما يُستدل به على كون هذا الفعل شركاً أكبر أعني الآية (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)؟ أ كان المشركون الأولون يتوكلون عليهم و يستغيثونهم و يعظمونهم تعظيمهم اللهَ زيادة إلى مجرد التوسل بهم، أم ... ؟

جزاكم الله خيراً على صبركم و إعانتكم أخاكم المسكين فإن مثل هذا عنده لا يُنسى إن شاء الله.

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 10 - 09, 12:03 م]ـ

فكيف الجواب عما يُستدل به على كون هذا الفعل شركاً أكبر أعني الآية (هؤلاء شفعاؤنا عند الله)؟ أ كان المشركون الأولون يتوكلون عليهم و يستغيثونهم و يعظمونهم تعظيمهم اللهَ زيادة إلى مجرد التوسل بهم، أم ... ؟

جزاكم الله خيراً على صبركم و إعانتكم أخاكم المسكين فإن مثل هذا عنده لا يُنسى إن شاء الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير