ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[14 - 10 - 09, 02:55 م]ـ
حتى لا تختلط الأمور:
1 - التوسل بجاه النبي r أو شخصه أو بذوات الصالحين عموما من الأمور التي أجازها بعض العلماء وأنكرها آخرون، والصحيح أنها بدعة منكرة لأنها لم يرد مشروعيتها في القرآن أو السنة ولا فعلها أحد من السلف الصالح. ولكنها ليست شركا، وذلك لأن الداعي في هذه الحال يدعو الله وحده لا غيره، فيقول: اللهم بجاه نبيك فرج همومي مثلا ..
2 - أما الذي يتوجه إلى شخص النبي r أو غيره فيقول: يا محمد اشفني أو يا علي فرج كربي فهذا شرك أكبر لا خلاف في ذلك، وهو ليس من التوسل في شيء، إذ التوسل يُطلب فيه متوسِّل ومتوسَّل إليه ومتوسَّل به، فالمتوسِّل هو الداعي، والمتوسَّل إليه هو الله، والمتوسَّل به النبي أو غيره من الصالحين. لكن الصورة التي معنا ليس فيها إلا داعِ ومدعو (العبد يدعو المخلوق ولا وجود للخالق بينهما).
وهذا هو عين ما كان يفعله مشركو الجاهلية وغيرهم من مشركي الأمم المنحرفة، فالدعاء عبادة ومتى تم صرفه لغير الله فقد توجَّه بالعبادة للمخلوق وصرف له ما لا يجوز صرفه إلا للخالق.
ومشركو هذا الأمة من الروافض والصوفية القبوريين حين يريدون تلبيس الأمر على الموحدين يتعمدون خلط موضوع التوسل السابق بالشرك في الصورة الثانية، ثم يأتون بكلام بعض علماء المسلمين في جواز التوسل الذي قال به المتأخرون ويسقطونه على الشرك الأكبر الذي يمارسونه.
وهذا ما وقع فيه الأخ السائل صاحب الموضوع، فإنه يدعي أن من الفقهاء الكبار من قال به ولم يذكر واحدًا من هؤلاء ولا نقل أقوالهم التي قالوها مع إخباره عن نفسه بأنه قرأها بنفسه فالله المستعان.
والكلام في هذه المسائل يدخل تحت باب العقائد، فكل ما هن شأنه الكلام في التوحيد والشرك هو من باب العقائد لا المسائل الفقهية، إنما تذكر الأمور أحيانا في غير بابها لصلة بينها وبين الباب دون أن تكون أصل فيه، ألا ترى أن أحكام الردة في الفقه يُذكر فيها مستوجبات حد الردة فيعدد الفقيه فيها ما يخرج المسلم من الإيمان إلى الكفر وهو من باب العقائد لا الفقه. كما ترى في متون العقائد الكلام عن الجمع بين الصلوات والمسح بين الخفين وغسل الرجلين والتيمم وغيره من المسائل الفقهية لما كان لها صلة بمغايرة أهل البدع لأهل السنة في هذه الأحكام وجب التنبيه عليها. وهذا لا يعني أنها أصبحت من مسائل الاعتقاد كما لا يعني أن الكلام في نواقض الدين ومسائل التوحيد والشرك أصبحت من مسائل الفقه.
ـ[أبو نوح]ــــــــ[14 - 10 - 09, 04:35 م]ـ
زادكم الله حرصاً و فهّمكم يا أخي أبا يزيد و عفا عنكم.
ـ[أبو صهيب الحنبلى]ــــــــ[14 - 10 - 09, 07:14 م]ـ
حتى لا تختلط الأمور:
1 - التوسل بجاه النبي r أو شخصه أو بذوات الصالحين عموما من الأمور التي أجازها بعض العلماء وأنكرها آخرون، والصحيح أنها بدعة منكرة لأنها لم يرد مشروعيتها في القرآن أو السنة ولا فعلها أحد من السلف الصالح. ولكنها ليست شركا، وذلك لأن الداعي في هذه الحال يدعو الله وحده لا غيره، فيقول: اللهم بجاه نبيك فرج همومي مثلا ..
2 - أما الذي يتوجه إلى شخص النبي r أو غيره فيقول: يا محمد اشفني أو يا علي فرج كربي فهذا شرك أكبر لا خلاف في ذلك، وهو ليس من التوسل في شيء، إذ التوسل يُطلب فيه متوسِّل ومتوسَّل إليه ومتوسَّل به، فالمتوسِّل هو الداعي، والمتوسَّل إليه هو الله، والمتوسَّل به النبي أو غيره من الصالحين. لكن الصورة التي معنا ليس فيها إلا داعِ ومدعو (العبد يدعو المخلوق ولا وجود للخالق بينهما).
وهذا هو عين ما كان يفعله مشركو الجاهلية وغيرهم من مشركي الأمم المنحرفة، فالدعاء عبادة ومتى تم صرفه لغير الله فقد توجَّه بالعبادة للمخلوق وصرف له ما لا يجوز صرفه إلا للخالق.
ومشركو هذا الأمة من الروافض والصوفية القبوريين حين يريدون تلبيس الأمر على الموحدين يتعمدون خلط موضوع التوسل السابق بالشرك في الصورة الثانية، ثم يأتون بكلام بعض علماء المسلمين في جواز التوسل الذي قال به المتأخرون ويسقطونه على الشرك الأكبر الذي يمارسونه.
وهذا ما وقع فيه الأخ السائل صاحب الموضوع، فإنه يدعي أن من الفقهاء الكبار من قال به ولم يذكر واحدًا من هؤلاء ولا نقل أقوالهم التي قالوها مع إخباره عن نفسه بأنه قرأها بنفسه فالله المستعان.
والكلام في هذه المسائل يدخل تحت باب العقائد، فكل ما هن شأنه الكلام في التوحيد والشرك هو من باب العقائد لا المسائل الفقهية، إنما تذكر الأمور أحيانا في غير بابها لصلة بينها وبين الباب دون أن تكون أصل فيه، ألا ترى أن أحكام الردة في الفقه يُذكر فيها مستوجبات حد الردة فيعدد الفقيه فيها ما يخرج المسلم من الإيمان إلى الكفر وهو من باب العقائد لا الفقه. كما ترى في متون العقائد الكلام عن الجمع بين الصلوات والمسح بين الخفين وغسل الرجلين والتيمم وغيره من المسائل الفقهية لما كان لها صلة بمغايرة أهل البدع لأهل السنة في هذه الأحكام وجب التنبيه عليها. وهذا لا يعني أنها أصبحت من مسائل الاعتقاد كما لا يعني أن الكلام في نواقض الدين ومسائل التوحيد والشرك أصبحت من مسائل الفقه.
كلام سديد حفظك الله وإن كان لي نظر في ذكر الخلاف هذا على ما فيه من ضعف شديد
¥