تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الدكتور محمد عمارة = هل هُدي حقاً لأضواء السلف؟

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 06:38 ص]ـ

الدكتور محمد عمارة .. هل هُدي حقاً لأضواء السلف؟؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..

الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي الكبير = كذا اعتاد الناسُ أن يقولوا ..

ولا علي الآن من تاريخ الدكتور ولا بداياته ولا مراحله الفكرية .. ولا ليس من وكدي أن أعرض –هاهنا- مذهب الرجل ولا منهجه ولا مشروعه الفكري والعلمي والحضاري؛ فلكل ذلك مصادره ومواضعه وزمانه.

وإنما أقصد هاهنا لقضية واحدة: وهي: هل بالفعل تغير منهج الدكتور وهداه الله لأضواء السلف؟

وهل كتب الرجل الأخيرة عن شيخ الإسلام وغيره، والتي نشرتها دار ((أضواء السلف)) النجدية = تعني أننا أمام تحول فكري أصاب الدكتور بآخرة،ونحتاج للتوقف عنده؟

ولا أزعم أن الذي معي الآن كافٍ للخروج بحق تام في تلك القضية،لكني أزعم أن ما سأعرض له كاف في إثارة شك عظيم حول هذا التحول المزعوم، وربما صب ما سأعرض له في مجرى الرأي القائل: أن الدكتور تكلم في نقاط مشتركة وصبغها بحنكة سياسية غرت بعض الأحداث فاستسمنوا ذا ورم ..

أخرج الدكتور في هذا العام (1430 هـ - 2009مـ) طبعة جديدة من كتابه: ((فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية)).

واشتغل الدكتور في مقدمتها بتبرئة نفسه من ظاهر كلام كان قد نقله هو عن الغزالي في الطبعة الأولى = يُفيد استباحة دم ومال النصارى،واعتذر الدكتور اعتذاراً شديداً عن الظلم الذي لحق النصارى من جراء نقل تلك العبارة الغريبة عن روح الإسلام. وكان هذا الموضع من كتاب الدكتور قد أثار ضجة كبيرة محلياً ودولياً حتى اعتذر عنه الدكتور وصودر الكتاب.

فتركتُ المقدمة وعمدت إلى فصل التكفير عند الوهابية؛لأنظر هل لازال الدكتور فيه على رأيه أم هداه الله لأضواء السلف.

فوجدتُ الفصل على حاله وفيه يقول الدكتور:

((ولم تكن السلفية الوهابية –التي تعرضت وتتعرض للتكفير من قبل بعض الصوفية والشيعة-لم تكن أقل حظاً من خصومها في تبادل تهمة التكفير .. والتقاذف بها .. سواء كان ذلك في كتبها الجمهورية (يقصد: الرسمية التي تصدرها الدول)،أو على مواقعها على الشبكة العالمية للمعلومات .. ففي كل منابر الإعلام هذه نجد شيوع هذه (الفاحشة الفكرية) -تهمة التكفير ..

فالصوفية –بنظر هذه السلفية الوهابية- هم: مشركو العصور المتأخرة .. وهم أشد كفراً من كفار قريش ... وأتباع هذه الطرق الصوفية: ملاحدة وزنادقة وقبوريون ومنحرفون فأمرهم واضح جلي في الضلال والبعد عن الصراط السوي .. والفقه و التصوف لا يجتمعان .. و من تفقه و صلح حالة تغير الى الاسؤا إذا تصوف ... والصوفية ردة جاهلية .. ونتاج وثني جاء من الهند أو من فارس .. وأصحاب هذه الردة الجاهلية إنما يعبدون الأضرحة والأولياء .. ))

ثم يقول: ((هكذا وبهذه الأحكام التكفيرية –ومثلها كثير-طفحت صفحات المواقع السلفية الوهابية على الشبكة العالمية للمعلومات-حول التصوف والمتصوفين.

كذلك تكفر هذه السلفية الوهابية كل مذاهب الشيعة وفرقها: ((فمذهبهم هو مذهب الضلال .. وأعمالهم شركية، كالاستغاثة بعلي والحسين رضي الله عنهما)).

ثم يقول: ((ولا تنسى هذه السلفية الوهابية أن تعمم (فواحشها الفكرية) على الأشعرية الذين يمثلون (99%) من جمهور أهل السنة والجماعة.وذلك عندما تحكم على عقيدتهم بالفساد .. والتبديع .. والتفسيق .. وأحياناً بالتكفير أو ما يشبه التكفير، وتنشر ذلك (الفحش الفكري) على صفحات مواقعها بالشبكة العالمية للمعلومات.

وهكذا تحولت الكتب الجمهورية،ومواقع الإنترنت عند هذه السلفية الوهابية إلى ساحة يتقاذفون فيها مع خصومهم هذه (الفواحش الفكرية) التي تمزق وحدة الأمة الإسلامية وتوهن عزيمتها ومنعتها في مواجهة أعدائها ... )).

قلت: انتهى كلام المفكر الإسلامي الكبير!

وأقول:

1 - أليس للسلفية الوهابية نصيب من سعة إنصافك وتحريك الدقة وحرصك على نفي الظلم وتحريم الاعتداء على النصارى يا دكتور؟ حتى استبحت لنفسك أن تَنسب لها مالا يقوله عالم من علمائها؟

2 - هل من أخلاق المفكر الإسلامي الكبير = أن تعزب الدقة العلمية عن كلامه حين يتكلم عن السلفية الوهابية ويَنسب لهم كلاماً مرسلاً لا يُحقق نسبته لعالم منهم؟

3 - هل من أخلاق المفكر الإسلامي الكبير أن ينسب لطائفة عظيمة من الناس هي السلفية الوهابية أقوالاً يلتقطها من هنا وهناك ثم يبني عليها تصوراً يرسله في الناس وينسبه لتلك الطائفة من غير بينة ولا برهان مبين؟

4 - من أين أتى الدكتور المفكر بأن السلفية الوهابية تُكفر جميع الصوفية وتصفهم جميعاً بكل تلك الأوصاف التي سردها لا تفرق بين واحدة من طرقها؟

5 - من أين أتى الدكتور المفكر بأن السلفية الوهابية تُكفر جميع الشيعة وتصفهم جميعاً بكل تلك الأوصاف التي سردها لا تفرق بين واحدة من طرقها؟

6 - الدكتور يُكفر النصارى فهل العيب في مجرد التكفير أم في التكفير من غير بينة،لابد وأن يقول الثانية وأن العيب ليس في مجرد التكفير، فإذاً: هل من المنهجية العلمية أن يصرخ الدكتور كصراخ العوام: السلفية تكفر أولئك وهؤلاء = أم الأصل أن يبحث في حججهم وبيناتهم ومناطات أحكامهم بالحجة والبرهان فيقبل الحق ويرد الباطل ويزن مخالفيه بما يستحقونه من العلم والعدل؟

7 - هل يُنبئنا المفكر الإسلامي الكبير من أين أتى ب (99%) التي زعمها للأشعرية، فحتى الأشعرية لم تدع هذه النسبة؟

8 - هل يُنبئنا المفكر الإسلامي الكبير بما هو: ((شبه التكفير)) وأين يجده بمثاله في كلام السلفية الوهابية؟

9 - لم لم يذكر المفكر الإسلامي الكبير = تكفير الأشعرية لمخالفيهم،ويصنعُ لهم فصلاً كالذي صنعه للوهابية؟

10 - لم لم يذكر المفكر الإسلامي الكبير = تكفير أئمة العقل –عنده- المعتزلة لمخالفيهم،وللقاضي عبد الجبار بالذات نص مهم كفر به جُل الطوائف الإسلامية بما فيها السلفية والأشعرية.

وأخيراً: هل لا يزال يرى من يرى أن الدكتور قد هداه الله لشيء ذي بال من أضواء السلف؟؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير