تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 08:13 م]ـ

قال ابن حجر الهيتمي في الصواعق:

الجواب عنه (أي الحديث الأول) أن المفضول قد يكون فيه مزية لا توجد في الفاضل

وأيضا مجرد زيادة الأجر لا تستلزم الأفضلية المطلقة

وأيضا الخيرية بينهما إنما هي باعتبار ما يمكن أن يجتمعا فيه وهو عموم الطاعات المشتركة بين سائر المؤمنين فلا يبعد حينئذ تفضيل بعض من ياتي على بعض الصحابة في ذلك

وأما ما اختص به الصحابة رضوان الله عليهم وفازوا به من مشاهدة طلعته ورؤية ذاته المشرفة المكرمة فأمر من وراء العقل إذ لا يسع أحد أن يأتي من الأعمال وإن جلت بما يقارب ذلك فضلا عن أن يماثله ومن ثم سئل عبد الله ابن المبارك وناهيك به جلالة وعلما أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز فقال الغبار الذي دخل أنف فرس معاوية مع رسول الله خير من عمر ابن عبد العزيز كذا وكذا مرة

أشار بذلك إلى أن فضيلة صحبته ورؤيته لا يعدلها شيء وبذلك علم الجواب عن استدلال أبي عمر بقضية عمر بن عبد العزيز وأن قول أهل زمنه له أنت أفضل من عمر

إنما هو بالنسبة لما تساويا فيه إن تصور من العدل في الرعية وأما من حيث الصحبة وما فاز به عمر من حقائق القرب ومزايا الفضل والعلم والدين التي شهد له بها النبي فأنى لابن عبد العزيز وغيره وأن يلحقوه في ذرة من ذلك

فالصواب ما قاله جمهور العلماء سلفا وخلفا لما يأتي وعلم من قول أبي عمر إلا أهل بدر والحديبية أن الكلام في غير أكابر الصحابة ممن لم يفز إلا بمجرد رؤيته وقد ظهر أنه فاز بما لم يفز به من بعده وأن من بعده لو عمل ماعساه أن يعمل لا يمكنه أن يحصل ما يقرب من هذه الخصوصية فضلا عن أن يساويها هذا فيمن لم يفز إلا بذلك فما بالك بمن ضم إليها أنه قاتل معه أو في زمنه بأمره أو نقل شيئا من الشريعة إلى من بعده أو أنفق شيئا من ماله بسببه فهذا مما لا خلاف في أن أحدا من الجائين بعده لا يدركه ومن ثم قال تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى الحديد 10

ومما يشهد لما عليه الجمهور من السلف والخلف من أنهم خير خلق الله وأفضلهم بعد النبيين وخواص الملائكة والمقربين ما قدمته من فضائل الصحابة ومآثرهم أول الكتاب وهو كثير فراجعه ومنه حديث الصحيحين لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدا أنفق مثل أحد ما بلغ مثل أمد أحدهم ولا نصيفه وفي رواية لهما فإن أحدكم بكاف الخطاب وفي رواية الترمذي لو أنفق أحدكم الحديث والنصيف بفتح النون لغة في النصف

وروى الدارمي وابن عدي وغيرهما أنه قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم

ومن ذلك أيضا الخبر المتفق على صحته خير القرون أو الناس أو أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم والقرن أهل زمن واحد متقارب اشتركوا في وصف مقصود ويطلق على زمن مخصوص وقد اختلفوا فيه من عشرة أعوام إلى مائة وعشرين إلا السبعين والمئة وعشرة فلم يحفظ قائل بهما وما عداهما قال به قائل وأعدل الأقوال قول صاحب المحكم هو القدر المتوسط من أعمار أهل كل زمن والمراد بقرنه في هذا الحديث الصحابة وآخر من مات منهم على الإطلاق بلا خلاف أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي كما جزم به مسلم في صحيحه ......... ومر أن أفضلية قرنه على من يليه وهم التابعون بالنسبة إلى المجموع لا إلى كل فرد خلافا لابن عبد البر وكذا يقال في التابعين رضوان الله عليهم أجمعين وتابعيهم ثم الصحابة أصناف مهاجرون وأنصار وحلفاء وهم من أسلم يوم الفتح أو بعده فأفضلهم إجمالا المهاجرون فمن بعدهم على الترتيب المذكور وأما تفصيلا فسباق الأنصار أفضل من جماعة من متأخري المهاجرين وسباق المهاجرين أفضل من سباق الأنصار ثم هم بعد ذلك يتفاوتون فرب متأخر إسلاما كعمر أفضل من متقدم كبلال ....

الصواعق المحرقة للهيتمي بتصرف يسير وراجع الكتاب لمزيد فائدة

ـ[أبو مريم البورسعيدي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:24 م]ـ

أخي في الله أبو حمزة

بورك لك في عمرك ورزقت أنا و أنت و إخواننا الإخلاص في السر و العلن وجمعنا الله على حوض نبينا ورزقنا لذة النظر إلى وجه الكريم آمين

ـ[ابو زينب البغدادي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 11:04 م]ـ

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 12:19 ص]ـ

أخي في الله أبو حمزة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير