أختاه! يا من تقولين ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد خير الأنام عليه الصلاة والسلام, ماذا تفعلين لو جاءك ملك الموت وأنت على ذلك؟ ماذا تفعلين لو ألقي عليك التراب وفارقك الأهل والأحباب؟ ماذا أنت فاعلة إذا بدلت الأرض غير الأرض والسموات؟ ماذا أنت فاعلة إذا حاسبك الرقيب الشهيد يوم التناد؟ ماذا تفعلين إذا نظرت في جميع الجهات فلم تجدي إلا ما قدمتِ محضرا، أو نارا وقودها الناس والحجارة؟ ماذا تفعلين في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟
وأخيرا أختاه! إياك والسحر, إياك والسحرة, فإذا نزل بك مكروه فعليك بالعلاج الشرعي النافع الفعال:
- من التوحيد والإخلاص, فيتعلقُ قلبُكِ بالله ويتوكل ويعتمد عليه ويفوِّضُ أمرَه إليه, قال تبارك وتعالى: ?قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ?. [آل عمران: 154] , وقال سبحانه وتعالى: ?وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ?. [الطلاق: 3].
- ومن الإيمان بقضاء الله وقدره؛ فينزل عليك من الصبر والرضا به ما يكون طريقا إلى أمل الخير في العاقبة ورجاء الثواب في الآخرة. - " النصر مع الصبر و الفرج مع الكرب و إن مع العسر يسرا و إن مع العسر يسرا " [6].
- ومن المحافظة على تقوى الله في السر والعلانية وفي الرخاء والشدة بأداء الصلوات وغيرها من الطاعات والقربات, قال الله سبحانه: ?وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ?. [البقرة: 103] , وقال الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ.» [7]
- واحرصي -رحمني الله وإياك- على ذكر الله كثيرا فإنّه الحصن الحصين, وواظبي على تلاوة كلامه سبحانه فإنّه الشافي الرّحيم قال جل شأنه: ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ?. [الإسراء: 82]، وعلى تعلُّم العقيدة الصحيحة الصافية التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم فبها وحدها فتحوا البلاد وحرّروا قلوب العباد.
وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع بالكلمة الكاتب والقارئ وكل من سعى في نشرها ويجنبنا السحر ويحفظنا من كيد السحرة ويتوب علينا ويغفر لنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
[1]- لسان العرب:4/ 348.
[2]- رواه أبو داود 3043 وصححه الألباني.
[3]- صححه سليم الهلالي في الموطأ بالروايات الثمانية1737
[4]- أخرجه الترمذي (1/ 276) و الدارقطني (336) وصححه الألباني موقوفا وضعفه مرفوعا. انظر: السلسلة الضعيفة (3/ 445).
[5]- رواه الترمذي2516 وصححه الألباني.
[6]- أخرجه الخطيب في " التاريخ " انظري السلسلة الصحيحة 2382
[7]- رواه الترمذي2516 وصححه الألباني