[الفرق الاسلامية (الجزء الثاني)]
ـ[مشاري بن خالد الاصقه]ــــــــ[18 - 10 - 09, 09:18 ص]ـ
الفصل الخامس
ما هي عقيدة السلف وما معنى كلمة عقيدة؟
العقيدة هي ما يعتقده الشخص في قرارة نفسه ويعقد العزم عليه ويراه صحيحاً سواء أكان صحيحاً في حقيقة الأمر أم باطلاً.
ما هو منهج السلف في مسائل الاعتقاد والاستدلال لها؟
إن منهج السلف في مسائل الاعتقاد والاستدلال لها يقوم على إيمانهم بكل ما ثبت دليله من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إيماناً راسخاً ظاهراً وباطناً.
سواء كان ذلك الأمر الذي يعتقدونه من الأمور الغيبية أو كان من الأمور التي تقع في الدنيا التي جاء النص بوقوعها فيها قبل يوم القيامة.
ما هو منهج أهل السنة في تقرير العقيدة؟ - يتمثل في الأمور التالية:
1 - التمسك بالكتاب والسنة وعدم التفريق بينهما وتحكيمهما والعمل بهما.
2 - العمل بما ورد عن الصحابة والاقتداء بهم لأنهم أعرف بالحق من غيرهم.
3 - الوقوف عند مفاهيم النصوص وفهم دلالاتها وعدم الخوض فيما لا مجال للعقل فيه مع الاستفادة من دلالة العقل في حدوده وعدم الخوض فيها بالتأويلات الباطلة.
4 - الإعراض عن البدع وعن أهلها.
5 - لزوم جماعة المسلمين ونبذ التفرق والتحذير منه.
ما أهم مزايا هذا المنهج:
1 - أن هذا المنهج هو ما دل عليه الكتاب والسنة والصحابة والتابعين.
2 - أن هذا المنهج ساهم في بقاء العقيدة صافية لما علم الله صدق نياتهم.
ما أدلتهم على وجوب لزوم ذلك المنهج:
1 - استدلالهم من القرآن الكريم:
- قوله تعالى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
- وقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}
- وقوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}
- وقوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}
2 - استدلالهم من السنة النبوية:
قال صلى الله عليه وسلم: " مثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر"
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين"
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب".
وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مرعوب فقال أطيعوني ما كنت بين أظهركم وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن هذا القرآن شافع مشفع من اتبعه قاده إلى الجنة ومن تركه أو أعرض عنه (أو كلمة نحوها) زج في قفاه إلى النار.
- وجاء في موعظة الرسول صلى الله عليه وسلم بغدير خم قوله: "أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به" ثم قال: "وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي" وفي رواية أخرى "كتاب الله وسنتي".
- ومن حديث يرويه العرباض بن ساريه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة"
- وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثلي ومثل ما بعثني به مثل رجل أتى قومه فقال إني رأيت جيشاً بعيني وإني النذير العريان فالنجاة فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا وانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا على مكانتهم فصبحهم الجيش واستباحهم فذلك مثلي ومثل من أطاعني واتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق".
- وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن سنتي فليس مني".
* * * * * * * * * * * * * *
الفصل السادس
أقوال السلف في وجوب التمسك بالسنة والحذر من البدع
¥