وأبو بلجٍ هذا في نفسهِ ثقةٌ، ولكنهُ ضعيفٌ من قبلِ حفظهِ، ولذلك عد الذهبي هذا الأثر من بلاياه! ثم قال: " وهو منكرٌ ".ا. هـ.
فوائد:
الفائدةُ الأولى: قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " رفعِ الأستارِ " (ص 83) تعليقاً على تفسير " الكشاف " للزمخشري: " وكتابهُ " الكشاف عن حقائقِ التنزيلِ " أشهرُ من أن يذكر، وقد اعتنى به العلماءُ من بعده شرحاً واختصاراً ونقداً وتجريحاً كما تراه مبيناً في " كشف الظنون "، وهو محشوٌ بالبدعة وعلى طريقةِ المعتزلةِ في إنكارِ الصفاتِ والرؤيةِ والقولِ بخلقِ القرآنِ وغيرِ ذلك من أصولِ المعتزلةِ ".ا. هـ.
الفائدةُ الثانيةُ: نقل العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في المصدرِ الآنف (ص 84) نصاً عن الشوكاني في ردهِ على الزمخشري أثناء غمزه في عبدِ اللهِ بنِ عمرو فقال: " وقد أحسن الرد عليه الإمامُ الشوكاني رحمه الله تعالى، فقال في " فتح القدير ": " وأما الطعنُ على صاحبِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وحافظِ سنتهِ، وعابدِ الصحابةِ عبدِ اللهِ بن عمرو رضي اللهُ عنه فإلى أين يا محمود؟! أتدري ما صنعت؟ وفي أي وادٍ وقعت؟ وعلى أي جنبٍ سقطت؟! ومن أنت حتى تصعدَ إلى هذا المكانِ؟ وتتناول نجومَ السماءِ بيدك القصيرةِ ورجلك العرجاء؟! أما كان لك في مكسري! طلبتك من أهلِ النحو واللغةِ ما يردك عن الدخولِ فيما لا تعرف، والتكلم بما لا تدري؟! فيا لله العجب ما يفعلُ القصورُ في علم الروايةِ والبعدِ عن معرفتها إلى أبعدِ مكانٍ من الفضيحةِ لمن لم يعرف قدر نفسهِ، ولا أوقفها حيثُ أوقفها اللهُ سبحانهُ ".ا. هـ.
هل قالَ الإمامُ ابنُ القيمِ بفناءِ النارِ؟
رأيُ العلامةِ الألباني - رحمهُ اللهُ -
قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " الضعيفةِ " (2/ 74 - 75) في نسبةِ القولِ بفناءِ النارِ إلى الإمامِ ابنِ القيمِ - رحمهُ اللهُ - ما نصهُ: " ويؤسفني أن أقولَ: إن القاديانيةَ في ضلالهم المشارِ إليه آنفاً (ص 73) يجدون متكئاً لهم في بعضِ ما ذهبوا إليهِ في بعضِ كتبِ أئمتنا من أهلِ السنةِ، فقد عقد العلامةُ ابنُ القيمِ في كتابهِ " الحادي " فصلاً خاصاً في أبديةِ النارِ، أطال الكلامَ فيه جداً، وحكى في ذلك سبعةَ أقوالٍ، أبطلها كلها، سوى قولينِ منها:
الأولُ: أن النارَ لا يخرجُ منها أحدٌ من الكفارِ، ولكن الله عز وجل يفنيها، ويزولُ عذابها.
والآخرُ: أنها لا تفنى وأن عذابها أبدي دائمٌ.
وقد ساق فيه أدلةَ الفريقين وحججهم من المنقولِ والمعقولِ، مع مناقشتها، وبيان ما لها وما عليها.
والذي يتأملُ في طريقةِ عرضه للأدلةِ ومناقشتهِ إياها، يستشعر من ذلك أنه يميلُ إلى القولِ الأولِ ولكنهُ لم يجزم بذلك، فراجع إن شئتَ الوقوفَ على كلامهِ مفصلاً الكتابَ المذكورَ.
ولكنني وجدتهُ يصرحُ في بعضِ كتبهِ الأخرى بأن نارَ الكفارِ لا تفنى وهذا هو الظنُ بهِ، فقال رحمهُ اللهُ في " الوابلِ الصيبِ " (ص 26) ما نصهُ: " وأما النارُ فإنها دارُ الخبثِ في الأقوالِ والأعمالِ والمآكلِ والمشاربِ ودارُ الخبيثين، فاللهُ تعالى يجمعُ الخبيثَ بعضهُ إلى بعضٍ فيركمهُ كما يركمُ الشيء لتراكبِ بعضهِ على بعضِ، ثم يجعلهُ في جهنمَ مع أهلهِ، فليس فيها إلا خبيثٌ. ولما كان الناسُ على ثلاثِ طبقاتٍ: طيبٍ لا يشوبهُ خبثٌ، وخبيثٍ لا طيبَ فيه، وآخرون فيهم خبثٌ وطيبٌ كانت دورهم ثلاثةً: دار الطيبِ المحضِ، ودار الخبثِ المحضِ، وهاتان لا تفنيان .... ".ا. هـ.
السؤال الثالث عشر من الفتوى رقم (4264)
س 13: هل صح عن الإمام ابن القيم أنه أنكر شد الرحال إلى قبر الخليل وأين هذا القول، وهل يجوز شد الرحال إلى قبر الخليل، وإن كان يجوز فما الدليل عليه؟ وهل قال ابن القيم بفناء النار. وأين هذا القول؟
ج 13: أولا: شد الرحال لا يجوز إلا إلى المساجد الثلاثة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، وهذا قول ابن القيم رحمه الله وشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية وجمع كثير من أهل العلم؛ عملا بالحديث المذكور، وبذلك تعلم أنه لا يجوز في أصح قولي العلماء شد الرحال لقبر الخليل ولا غيره من القبور للحديث المذكور.
ثانيا: رأي ابن القيم في فناء النار يمكنك أن ترجع إليه في كتابه [الوابل الصيب] فقد صرح فيه بأن النار لا تفنى، كما هو قول جمهور أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[30 - 10 - 09, 04:05 ص]ـ
عندي توضيح بسيط لو سمحتم لي للمسألة:
شيخ الاسلام يرى أن النار نارين، نار للكفار ونار لعصاة الموحدين، وبالتالي فنار عصاة المسلمين بعد قضاءهم لعقوبتهم فيها،لن يبقى فيها أي أحد من المسلمين، وكلنا يعرف الحديث النبوي الذي يذكر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام آخر شخص يخرج من النار ويدخل الجنة، فحين خروج آخر موحد من هذه النار تفنى، وليست هي النار التي أعد الله للكافرين،فتلك النار باقية كما الجنة. هذا تفسيري لقول شيخ الاسلام والله أعلم.
¥