[الأخطاء العقدية للشاطبي رحمه الله تعالى في الاعتصام والموافقات]
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:06 ص]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وبعد:
نحن نعلم أن الإمام الشاطبي كان صاحب منهج، سطر منهجه في كتبه، كان صاحب آراء اجتهادية وأصولية جدد فيها تجديدا جعله من أعلام هذا العلم, وأنه رحمه الله تعالى كانت له مواقف مشرفة في مجال تمحيص السنة ورد البدعة
ومن المعلوم أن من أهم كتب الشاطبي رحمه الله هي الاعتصام والموافقات _بما فيهما من تحديد منهج الشاطبي رحمه الله تعالى لدفاعه عن السنة ورد البدع والضلالات
ولكن وقعت بعض الأخطاء العقدية في هذين الكتابين الجليلين لابد من توضيحها حتى يتنبه إليها طلبة العلم والمعصوم من عصمه الله والكمال عزيز
وحتى لا يظن ظان بأنني أقلل من قدر الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى أود أن أنقل كلاما للدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود حفظه الله تعالى
قال الدكتور حفظه الله تعالى في معرض مقارنه بين شيخ الإسلام ومنهجه ومنهج الشاطبي رحمه الله في هذين الكتابين (الاعتصام _ الموافقات)
قال " الشاطبي وكتبه لها مكانة في النفوس وما كنت أقصد زعزعة هذه المكانة بهذه المناقشات، والذي دعاني إلى ذلك أمران، أحدهما: انتشار كتاب الاعتصام بين عامة الناس وثقهم به، وقد يغتر من لا علم عنده بمثل هذه الزلات التى وقع فيها الشاطبى، أما الأمر الثاني: فهو أن بعض الناس ليس عنده إلا أبيض أو أسود، فأما أن يقبل هذا العالم أو هذا الكتاب بكل ما فيه أويرده بكل ما فيه لوجود ملاحظات عليه، والمنهج الصحيح الاعتراف لأهل الحق بما عندهم من حق وقبوله ولو كانت عليهم ملاحظات"
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (221/ 1)
ومن خلال التتبع وجدنا بعض الأخطاء منها:
اولا: الأخطاء في باب الاسماء والصفات
ا- كلام الشاطبي حول إثبات العين والقدم والوجه واليد لله عز وجل
يقول الشاطبي في معرض ذكره لانحراف المنحرفين الذين يتبعون المتشابه:
" ومثاله في ملة الاسلام مذهب الظاهرية في إثبات الجوارح للرب- المنزه عن النقائص- من العين واليد والرجل والوجه- المحسوسات، والجهة، وغير ذلك من الثابت للمحدثات -
الاعتصام (1/ 240).
يقول الدكتور عبد الرحمن المحمود
"" قد يتبادر إلى الذهن أنه يقصد الرد على المشبهة خاصة وأنه قال " المحسوسات "، ولكن ذكره للجهة- والسملف يثبتون لثة صفة العلو- وقوله " وغير ذلك من الثابت للمحدثات " يدل على أن إثبات هذه الصفات: العين، اليد، وغيرها لله تعالى على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته عنده لا تجوز لأنها من الصفات التى تثبت للمحدثات، ومن ثم فيجب تأويلها وهذا هو مذهب الأشاعرة""
موقف ابن تيمية من الأشاعرة (222/ 1)
2 - كلام الشاطبي رحمه الله تعالى في إثبات الجهة
قال رحمه الله " والسابع: رؤية الله في الآخرة جائزة، إذ لا دليل في العقل يدل على أنه لا رؤية إلا على الوجه المعتاد عندنا، إذ يمكن أن تصح الرؤية على أوجه صحيحة ليس فيها اتصال أشعة، ولا مقابلة، ولا تصور جهة، ولا فضل جسم شفاف، ولا غير ذلك، والعقل لا يجزم بامتناع ذلك بديهة، وهو إلى القصور في النظر أميل، والشرع قد جاء بإثباتها فلا معدل عن التصديق "
(4) المصدر السابق (2/ 330).
يقول الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود
."" أراد الشاطبي أن يقول لا مانع من إثبات الرؤية ونفى صفة العلو دثة تعالى؟ وذلك حين تال: " ولا تصور جهة ولا نضل جسم "
ولكن كيف يصنع بأدلة العلو التي هي أضعاف أضعاف أدلة الرؤية؟ وكيف يسلم لمن نفى العلو- الجهة- لشبهة التجسيم أو مخالفة العقل، وينعي على نفي الرؤية لنفس التعليل، وكلاهما وردت به النصوص؟ وهذا التناقض إنما ساير فيه الشاطبي الأشاعرة، وهو من المضايق الخانقة في مذهبهم، وقد فشلوا في الجواب عنه فشلا ذريعا- كا سيأتي إن شاء الله-.""
موقف ابن تيمية من الأشاعرة ص (223,224/ 1)
ومما يوضح هذه النقطة ويجليها هو قول الشاطبي رحمه الله
¥