تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3194 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي".

[الحديث 3194 – أطرافه في: 7404، 7412، 7453، 7553، 7554]

قوله: "باب ما جاء في قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} وقال الربيع ابن خثيم" بالمعجمة والمثلثة مصغر، وهو كوفي من كبار التابعين، والحسن هو البصري. قوله: "كل عليه هين" أي البدء والإعادة، أي أنهما حملا أهون على غير التفضيل وأن المراد بها الصفة كقوله الله أكبر وكقول الشاعر لعمرك ما أدري وإني لأوجل أي وإني لوجل، وأثر الربيع وصله الطبري من طريق منذر الثوري عنه نحوه، وأما أثر الحسن فروى الطبري أيضا من طريق قتادة وأظنه عن الحسن ولكن لفظه: "وإعادته أهون عليه من بدئه، وكل على الله هين" وظاهر هذا اللفظ إبقاء صيغة أفعل على بابها، وكذا قال مجاهد فيما أخرجه ابن أبي حاتم وغيره وقد ذكر عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يقرؤها "وهو عليه هين" وحكى بعضهم عن ابن عباس أن الضمير للمخلوق لأنه ابتدئ نطفة ثم علقة ثم مضغة، والإعادة أن يقول له كن فيكون، فهو أهون على المخلوق، انتهى. ولا يثبت هذا عن ابن عباس بل هو من تفسير الكلبي كما حكاه الفراء، لأنه يقتضي تخصيصه بالحيوان ولأن الضمير الذي بعده وهو قوله: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} يصير معطوفا على غير المذكور قبله قريبا. وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس بإسناد صحيح في قوله: {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} أيسر. وقال الزجاج: خوطب العباد بما يعقلون لأن عندهم أن البعث أهون من الابتداء فجعله مثلا وله المثل الأعلى، وذكر الربيع عن الشافعي في هذه الآية قال: "هو أهون عليه" أي في القدرة عليه، لا أن شيئا يعظم على الله، لأنه يقول: لما لم يكن كن فيخرج متصلا، وأخرجه أبو نعيم. وأخرج ابن أبي حاتم نحوه عن الضحاك وإليه نحا الفراء، والله أعلم. قوله: "وهين وهين مثل لين ولين وميت وميت وضيق وضيق" الأول بالتشديد والثاني بالتخفيف في الجميع، قال أبو عبيدة في تفسير الفرقان في قوله تعالى: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً} هي مخففة بمنزلة هين ولين وضيق بالتخفيف فيها والتشديد، وسيأتي ذلك أيضا في آخر تفسير سورة النحل، وعن ابن الأعرابي: أن العرب تمدح بالهين اللين مخففا وتذم بهما مثقلا، فالهين بالتخفيف من الهون وهو السكينة والوقار ومنه {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} وعينه واو، بخلاف الهين بالتشديد. قوله: {أَفَعَيِينَا} أفا عيا علينا حين أنشأكم وأنشأ خلفكم. كأنه أراد أن

(6/ 287)


معنى قوله: {أَفَعَيِينَا} استفهام إنكار، أي ما أعجزنا الخلق الأول حين أنشأناكم، وكأنه عدل عن التكلم إلى الغيبة لمراعاة اللفظ الوارد في القرآن في قوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} وقد روى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} يقول: أفأعيا علينا إنشاؤكم خلقا جديدا فتشكوا في البعث؟ وقال أهل اللغة: عييت بالأمر إذا لم أعرف وجهه، ومنه العي في الكلام. قوله: "لغوب النصب" أي تفسير قوله: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي من نصب، والنصب التعب وزنا ومعنى، وهذا تفسير مجاهد فيما أخرجه ابن أبي حاتم. وأخرج من طريق قتادة قال: أكذب الله جل وعلا اليهود في زعمهم أنه استراح في اليوم السابع فقال: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي من إعياء، وغفل الداودي الشارح فظن أن النصب في كلام المصنف بسكون الصاد وأنه أراد ضبط اللغوب فقال متعقبا عليه، لم أر أحدا نصب اللام في الفعل، قال وإنما هو بالنصب الأحمق. قوله: "أطوارا طورا كذا وطورا كذا" يريد تفسير قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} والأطوار الأحوال المختلفة وأحدها طور بالفتح. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في معنى الأطوار كونه مرة
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير