تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نطفة ومرة علقة إلخ. وأخرج الطبري عن ابن عباس وجماعة نحوه وقال: المراد اختلاف أحوال الإنسان من صحة وسقم، وقيل معناه أصنافا في الألوان واللغات. قوله: "عن صفوان بن محرز عن عمران" في رواية أبي عاصم عن سفيان في المغازي "حدثنا صفوان حدثنا عمران". قوله: "جاء نفر من بني تميم" يعني وفدهم وسيأتي بيان وقت قدومهم ومن عرف منهم في أواخر المغازي قوله: "أبشروا" بهمزة قطع من البشارة. قوله: "فقالوا بشرتنا" القائل ذلك منهم الأقرع بن حابس، ذكره ابن الجوزي. قوله: "فتغير وجهه" إما للأسف عليهم كيف آثروا الدنيا، وإما لكونه لم يحضره ما يعطيهم فيتألفهم به، أو لكل منهما. قوله: "فجاءه أهل اليمن" هم الأشعريون قوم أبي موسى، وقد أورد البخاري حديث عمران هذا وفيه ما يستأنس به لذلك. ثم ظهر لي أن المراد بأهل اليمن هنا نافع بن زيد الحميري مع من وفد معه من أهل حمير، وقد ذكرت مستند ذلك في "باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن" وأن هذا هو السر في عطف أهل اليمن على الأشعريين مع أن الأشعريين من جملة أهل اليمن، لما كان زمان قدوم الطائفتين مختلفا ولكل منهما قصة غير قصة الآخرين وقع العطف. قوله: "اقبلوا البشرى" بضم أوله وسكون المعجمة والقصر أي اقبلوا مني ما يقتضي أن تبشروا إذا أخذتم به بالجنة، كالفقه في الدين والعمل به، وحكى عياض أن في رواية الأصيلي: "اليسرى" بالتحتانية والمهملة، قال: والصواب الأول. قوله: "إذ لم يقبلها" في الرواية الأخرى "أن لم يقبلها" وهو بفتح "أن" أي من أجل تركهم لها ويروى بكسر إن. قوله: "فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بدء الخلق والعرش"، أي عن بدء الخلق وعن حال العرش، وكأنه ضمن "يحدث" معنى يذكر، وكأنهم سألوا عن أحوال هذا العالم وهو الظاهر، ويحتمل أن يكونوا سألوا عن أول جنس المخلوقات، فعلى الأول يقتضي السياق أنه أخبر أن أول شيء خلق منه السماوات والأرض، وعلى الثاني يقتضي أن العرش والماء تقدم خلقهما قبل ذلك، ووقع في قصة نافع بن زيد "نسألك عن أول هذا الأمر". قوله: "قالوا جئنا نسألك" كذا الكشميهني، ولغيره: "جئناك لنسألك" وزاد في التوحيد "ونتفقه في الدين" وكذا هي في قصة نافع بن زيد التي أشرت إليها آنفا. قوله: "عن هذا الأمر" أي الحاضر الموجود، والأمر يطلق ويراد به المأمور ويراد به الشأن والحكم

(6/ 288)


والحث على الفعل غير ذلك. قوله: "كان الله ولم يكن شيء غيره" في الرواية الآتية في التوحيد "ولم يكن شيء قبله" وفي رواية غير البخاري "ولم يكن شيء معه" والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى، ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه في صلاة الليل - كما تقدم من حديث ابن عباس - "أنت الأول فليس قبلك شيء" لكن رواية الباب أصرح في العدم، وفيه دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما، لأن كل ذلك غير الله تعالى ويكون قبله "وكان عرشه على الماء" معناه أنه خلق الماء سابقا ثم خلق العرش على الماء، وقد وقع في قصة نافع بن زيد الحميري بلفظ: "كان عرشه على الماء ثم خلق القلم فقال: اكتب ما هو كائن، ثم خلق السموات والأرض وما فيهن" فصرح بترتيب المخلوقات بعد الماء والعرش. قوله: "وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض" هكذا جاءت هذه الأمور الثلاثة معطوفة بالواو، ووقع في الرواية التي في التوحيد "ثم خلق السماوات والأرض" ولم يقع بلفظ: "ثم" إلا في ذكر خلق السماوات والأرض، وقد روى مسلم من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: "أن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء" وهذا الحديث يؤيد رواية من روى "ثم خلق السماوات والأرض" باللفظ الدال على الترتيب. "تنبيه": وقع في بعض الكتب في هذا الحديث: "كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان" وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث، نبه على ذلك العلامة تقي الدين بن تيمية، وهو مسلم في قوله، "وهو الآن" إلى آخره، وأما لفظ: "ولا شيء معه" فرواية الباب بلفظ: "ولا شيء غيره" بمعناها. ووقع في ترجمة نافع بن زيد الحميري المذكور "كان الله لا شيء غيره" بغير واو. قوله: "وكان عرشه على الماء" قال الطيبي: هو فصل مستقل لأن القديم من لم
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير