تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(5) يقول فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي: (إننا لم نحاربكم من أجل عقيدتكم اليهودية ولا عنصريتكم السامية) وقد قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ] [التوبة: 123]، وقوله سبحانه: [فَإذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ] [التوبة: 5] فدلت هذه الآيات على أن موجب القتال هو الكفر بالله تعالى أيّاً كان هذا الكفر، ولو فرّق فضيلة الشيخ بين عقيدة اليهود وبين جنسهم لزال اللبس، فقتال اليهود لأجل عقيدتهم الفاسدة، وليس من أجل عرقهم أو جنسهم كما يزعمون وقد يسوّغ لفضيلة الشيخ القرضاوي أن يقرر أن الموقف من اليهود في ظل ضعف المسلمين وتسلط الكفار على مراحل وأحوال، ففي ظل الأوضاع الراهنة يكون قتالهم بسبب محاربتهم المسلمين وقتلهم واعتدائهم.

(6) وقول الشيخ القرضاوي: (ولكنهم غير (المشركين) أو (الذين أشركوا)) فاليهود والنصارى كفار بالإجماع كما حكاه ابن حزم في مراتب الإجماع، ص 19 ولكن هل يقال: إنهم مشركون؟ هذه محل خلاف بين أهل العلم، فأطلق بعضهم على النصارى أنهم مشركون محتجين بقوله تعالى: [اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا إلَهاً وَاحِداً لاَّ إلَهَ إلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ] [التوبة: 31] ولذا قال ابن عمر رضي الله عنهما: لا أعلم شركاً أعظم ممن تقول: إن ربها عيسى ابن مريم، وقد يقال: إن أهل الكتاب ليس في أصل دينهم شرك، فإن الله إنما بعث الرسل بالتوحيد؛ فكل من آمن بالرسل والكتب، لم يكن في أصل دينهم شرك، ولكن النصارى ابتدعوا الشرك كما قال: [سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ] [يونس: 18] انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية 14/ 91).

(7) وأما دعوى هذه الأصول المشتركة بين المسلمين وأهل الكتاب ففيها مبالغة ظاهرة: فأي إيمان بالله عند من قال: إن المسيح ابن الله، أو عزير ابن الله؟ وأيّ إيمان لمن سب الله عز وجل غاية المسبة فنسب إليه الولد، وقال: إن الله فقير تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً؟ وأي إيمان بالرسل عند يهود قتلة الأنبياء والرسل، وكذا النصارى الذين كفروا بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال الله تعالى: [إنَّ الَذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ] [النساء: 150] الآية؟ وعلى كلٍّ فمع هذه المباينة والمفارقة الشاسعة بين ملة الإسلام وبين اليهودية والنصرانية فلا شك أنهم أقل بعداً عن سائر طوائف المشركين.

(8) والحوار الإسلامي النصراني إن أريد له دعوة النصارى إلى الحق والصواب والالتزام بالتوحيد فهذا هو المطلوب، ونحن نفرح بإسلام هؤلاء النصارى وقبولهم للدليل والبرهان لكن غالب هذه المؤتمرات التي تعقد باسم الحوار الإسلامي المسيحي ما هي إلا ذريعة لمداهنة النصارى وموالاتهم، وقد تكون سبيلاً إلى الدعوة إلى زمالة الأديان والتقارب فيما بينها وقد صدرت فتوى عن اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية عن خطر هذه الدعوة وبيان حكمها وجاء فيها: (إن من يحدث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين: بين الحق والباطل، وبين الكفر والإيمان، وما مثله إلا كما قيل: أيها المنكح الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيانِ هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يماني فتاوى اللجنة 2/ 85.

(9) الذي يعنيه الدكتور القرضاوي كما هو واضح: الصورة البشعة المزعومة التي يريد أعداء الإسلام رسمها في أذهان الآخرين.

ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 07:23 ص]ـ

نحب الإستفاده هلا أفتمونا

ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[09 - 11 - 09, 03:41 م]ـ

جوابى المجمل انصح بالاعراض عن هذا القرضاوى بالكلية وينظر غيره اسلم واءمن فى العقيدة والاصول

هذه هي النصيحة أخي الكريم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير