تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج: المهدي عندهم هو الإمام الثاني عشر من أئمتهم حسب ترتيبهم لهم، واسمه محمد بن الحسن العسكري، ولقد اضطرب كلامهم حوله وتناقضت فيه أقوالهم، من ذلك:

1 - اختلاف الشيعة في وجود محمد بن الحسن وولادته، فبعضهم ذهب إلى أن الحسن العسكري مات ولم يعرف له ولد أصلاً، واستدلوا أيضاً بأن الحسن العسكري حينما مات أخذ أخوه جعفر تركته، ولو كان للحسن ولد لما حصل على ذلك.

2 - وذهب آخرون إلى إثبات ولادة محمد بن الحسن، وهؤلاء تناقضت أقوالهم واضطربت أفكارهم فيه أيضاً، فبعضهم قال بأنه ولد بعد وفاة والده الحسن بثمانية أشهر، وقال آخرون: إنه ولد قبل وفاة والده بسنين، وقال بعضهم: بخمس سنوات، كما اختلفوا كذلك في تحديد السنة التي اختفى فيها.

س: أين يوجد المهدي؟

ج: اختلف الشيعة في المكان الذي اختفى فيه مهديهم:

1 - أنه مختف في سامراء، في سرداب دار أبيه، وهذا من أشهر أقوال الشيعة.

2 - أنه مختف في المدينة المنورة. 3 - أنه مختف بمكة المكرمة.

4 - وبعضهم قال: هو بذات طوى. 6 - وبعضهم قال: إنه بالطائف.

6 - وبعضهم قال: إنه في اليمن بواد يسمى شمروخ.

س: متى يخرج المهدي؟

ج: وقَّت بعض الشيعة لخروج المهدي زمناً معيناً، وذلك بعد وفاة الحسن العسكري بزمن، إلا أن الذين وقّتوا خروجه بزمن حينما انتهى التقدير ورأوا أن المسألة ستتضح ويظهر فيها الكذب مددوا هذه الغيبة إلى وقت غير مسمى.

س: ما سبب إصرار الشيعة على القول بوجود محمد بن الحسن العسكري؟

ج: الجواب حاصله أن الشيعة قد وضعوا شروطاً وقواعد وأوصافاً للإمام ألزموا أنفسهم بتصديقها وهي من صنع الخيال، وبالتالي فهي صعبة المنال ثم جعلوها جزءاً من العقيدة الشيعية، بحيث لو لم تتحقق لانتقض جزء كبير من تعاليمهم، ولأصبحوا في حرج، ومن تلك الشروط:

1 - أن الإمام لا يموت حتى يكون له خلف من ذريته هو الذي يتولى الإمامة من بعده حتماً لازماً.

2 - أن الإمامة لا تعود في أخوين بعد الحسن والحسين أبداً؛ بل في الأعقاب وأعقاب الأعقاب، ومعنى هذا أن الحسن العسكري لو مات دون عقب لانتقضت هذه القاعدة.

3 - الإمام لا يغسله إلا إمام هو أكبر أولاده.

س: ما موقف الشيعة من القرآن الكريم؟

ج: لقد أعلن غلاة الشيعة أن في القرآن تحريفاً ونقصاً كثيراً، وقد صرّحوا وبكل وضوح أن في القرآن نقصاً وتحريفاً في الآيات التي يذكر فيها علي بن أبي طالب، أو الآيات التي فيها ذم المهاجرين والأنصار ومثالب قريش، وأن القرآن لم يجمعه كما أنزل إلا عليّ فقط، كما يعتقدون أن مصحفاً مفقوداً سيصل إلى أيديهم يوماً ما يسمى ((مصحف فاطمة)) فيه أضعاف ما في المصحف العثماني الموجود بين أيدي المسلمين، وأنه يختلف عن هذا المصحف اختلافاً كثيراً، وادعى الشيعة أن سورة من القرآن تسمى سورة ((الولاية)) قد أسقطت من المصحف العثماني.

س: ما موقفهم من الصحابة؟

ج: أما بالنسبة لموقف الشيعة من الصحابة رضي الله عنهم، فقد هلكوا فيهم؛ إذ بالغوا في العداء لهم وكفّروهم، وحكموا بردة أخيارهم –حاشاهم من ذلك- بل وجعلوا من عبادتهم لله التقرب إلى الله بلعنهم صباحاً ومساءً وأثبتوا من الأجر-بافترائهم على الله – ما لا يعد ولا يحصى لمن سبهم صباحاً ومساءً واختلقوا عليهم أكاذيب وافتراءات لا يصدّقها من له أدنى مسكة من عقل.

س: ما مقصود قول الشيعة بالبداء على الله؟

ج: البداء: معناه الظهور بعد الخفاء، كما في قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}، ومعناه أيضاً: حدوث رأي جديد لم يكن من قبل، كما في قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}، وهذه المعاني تستلزم سبق الجهل وحدوث العلم تبعاً لحدوث المستجدات لقصور العقول عن إدراك المغيبات، واختلفت الشيعة في القول بها إلى ثلاث مقالات:

1 - فرقة منها يقولون: إن الله تبدو له البداوات، وإنه يريد أن يفعل الشيء في وقت من الأوقات، ثم لا يحدثه بسبب ما يحدث له من البداء، وفسروا النسخ الحاصل في بعض الأحكام على أنه نتيجة لما بدا لله فيها ... تعالى الله عن قولهم.

2 - وفرقة أخرى فرّقوا بين أن يكون الأمر قد اطلع عليه العباد أم لا، فما اطلعوا عليه لا يجوز فيه البداء، وما لم يطلعوا عليه -بل لا يزال في علم الله- فجائز عليه البداء فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير