3 - وذهب قسم منهم إلى أنه لا يجوز على الله البداء بأي حال.
س: ما أدلتهم على القول بالبداء؟
ج: تمسك الرافضة بعقيدة البداء تمسكاً شديداً، ولهذا فإن أدلته في كتبهم لا تكاد تحصر، ومن ذلك ما ذكره الكليني في الكافي، وأتى فيه بروايات كثيرة منها:
1 - عن زرارة بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: ((ما عبد الله بشيء مثل البداء)).
2 - وفي رواية ابن عمير عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام: ((ما عُظِّم الله بمثل البداء)).
3 - وعن أبي عبد الله أنه قال: ((لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه)).
س: من أول من قال بالبداء على الله تعالى؟
ج: يبدو أن أول ادعى البداء على الله تعالى هم اليهود، فالبداء عقيدة يهودية مدوّنة في كتبهم المحرفة، ونفس هذه الأفكار مدونة عند الشيعة، ويذكر الكثير من العلماء أن أشد من تزعم القول بالبداء في الإسلام هو المختار بن أبي عيبد الثقفي، وإن في القرآن الكريم آيات تكذب كل زعم يقول بالبداء على الله عز وجل، ومن ذلك قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}، وفي السنة أحاديث كثيرة تدل على ما دلت عليه تلك الآيات، ومعلوم أن هذه الفكرة لم ترد على أذهان السلف الأوائل؛ بل إنهم كانوا يعتبرونها من وساوس الشيطان ويستعيذون بالله منها، فإن الله قد أحاط بكل شيء علماً، والله لم يثبتها لنفسه والأنبياء لم يقرّوا لله بها –كما زعم الشيعة- وإنما أقر بها اليهود
الفصل الثامن
الشيعة في العصر الحاضر وهل تغير خلفهم عن سلفهم؟
س: هل تغير خلف الشيعة عن سلفهم؟
ج: الشيعة سلفاً وخلفاً لم يتغير موقفهم قيد أنملة، ويتبين لأهل السنة ولكل مخلص أنه لم تُجدِ جميع المحاولات التي قاموا بها في دعوة الشيعة إلى التقارب، ذلك أن الشيعة قد قام دينهم من أول يوم على أساس التقية والكذب.
الفصل التاسع
الحكم على الشيعة
س: ما هو الحكم على الشيعة؟
ج: الحكم على الشيعة أو غيرهم من الفرق بحكم واحد يحتاج إلى تفصيل، فأما بالنسبة للشيعة بخصوصهم فالذي اتضح لي:
1 - أن الشيعة ليسوا جميعاً على مبدأ واحد في غير دعوى التشيع، فمنهم الغلاة الخارجون عن الملة بدون شك، ومنهم من يصدق عليهم أنهم مبتدعون متفاوتون في ابتداعهم، فبعضهم أقرب من البعض الآخر.
2 - أن التثبت في تكفير المعين أمر لا بد منه، إذ ليس كل من انتسب إلى طائفة خارجة عن مذهب السلف في بعض القضايا يحق تكفيره.
3 - ليس معنى التثبت في تكفير المعين أننا لا نطلق على الطائفة الخارجة عن الحق ألفاظ التبديع والتضليل والخروج عن الجماعة، لأن ذلك الحكم خاص بتعيين الأفراد لا الجماعة عموماً، خصوصاً من وجدنا نصاً فيهم، وعلى هذا فالحكم العام على الشيعة أنهم ضلال فساق خارجون عن الحق، وهالكون مع الفرق التي أخبرت عنها الأحاديث – حكم لا غبار عليه.
4 - اتضح أن الشيعة عندهم مبادئ ثابتة في كتبهم المعتمدة، قررها رجالاتهم المعتبرون قدوة في مذاهبهم، من قال – ولو ببعض من تلك المبادئ - فلا شك في خروجه عن الملة الإسلامية، ومنها:
أ- قولهم بتحريف القرآن وأنه وقع فيه الزيادة والنقص.
ب- غلوهم في أئمتهم وتفضيلهم على سائر الأنبياء.
ج - غلوهم في بُغض الصحابة ممن شهد الله لهم بالفوز والنجاة.
د- قولهم بالبداء على الله تعالى، وقد تنزه الله عن ذلك.
وأما من لم يقل بتلك المبادئ، وكان له اعتقادات أخرى لا تخرجه عن الدين، فإنه تقام عليه الحجة ثم يحكم عليه بعد ذلك حسب قبوله الحق أو ردّه له.
لقراءة الأجزاء السابقة:
الجزءالأول http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=188385
الجزء الثاني http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=189017
الجزء الثالث http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190080
هذا والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وسأضع الجزء الخامس إن شاء الله تعالى بعد أسبوع إن يسر الله ذلك، والحمد لله رب العالمين.