الشبهة السادسة: حديث أبي قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ عن صومه؟ قال: فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر - رضي الله عنه -: "رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وببيعتنا بيعة", قال: فسئل عن صيام الدهر؟ فقال: لا صام ولا أفطر، أو - ما صام وما أفطر -، قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: ((ومن يطيق ذلك؟))، قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: ((ليت أن الله قوانا لذلك))، قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: ((ذاك صوم أخي داود - عليه السلام -))، قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال: ((ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت .... الحديث)) [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn21), فخص النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم مولده بصيام.
ورداً عليها نقول: يقال - إن صح أن مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول -؛ لو كان معظماً عنده - صلى الله عليه وسلم - كما يزعم هؤلاء الصوفية لاتخذه عيداً, أو لخصه بشيء من الأعمال دون بقية الأيام, لكنه لم يُنقَل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء من ذلك، وقد قال الله - تبارك وتعالى - في محكم التنزيل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn22), والأولى بكم يا من ادعى محبته كذباً وزوراً أن تتبعوه في جميع أعمالكم, فتتبعوه في أمره ونهيه، وفي جميع أفعاله - صلى الله عليه وسلم - وخبره, فإن كان خصه بصيام فكان لكم أن تصوموه وكفى, لكنه كان - عليه الصلاة والسلام - يصوم كل اثنين وخميس, ولم يصم فقط يوم الثاني عشر من ربيع الأول أفلا تعقلون!!!؛ ولم يُنقَل عن الخلفاء الأربعة أو الصحابة أجمعين - رضي الله عنهم أجمعين - فهمكم هذا، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة، وإن عبداً حبشياً، عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد)) [23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn23) فدل هذا على أنه عمل محدث.
الشبهة السابعة: يقولون نحن قَصَدْنَا الخير, وفي هذا الاحتفال نذكر الله - تبارك وتعالى -، ونسبح، ونذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونصلي عليه, فأي إشكال في ذكر الله - تبارك وتعالى -، وفي الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -, هذا عمل خير وعبادة لله - تبارك وتعالى -؟
وفي الرد عليها نقول: إن العبادات مبناها على التوقيف, فكل عبادة لم يرد عليها دليل فهي بدعة محدثة, وكل بدعة ضلالة كما تقدم, أما قولكم "نحن قَصَدْنَا الخير" فنقول كما قال عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: "وكم من مريد للخير لم يصبه", وإنما الخير كله في الاتباع لا الابتداع, فهل فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك, أو الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم -، فإن قالوا: نعم قلنا: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين, وإن قالوا: لا, قلنا: أفلا يسعكم ما وسعهم, وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -, فإن ذكر الله - تبارك وتعالى – عبادة، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عبادة, ولكن لا بد لقبول العبادة من شرطين أساسيين هما: الإخلاص والاتباع, فالإخلاص إن وُجِدَ عندكم كما تقولون؛ فقد غاب الشرط الآخر وهو الاتباع، فوقعتم بذلك في الابتداع, وقد سبق حديث عائشة - رضي الله عنها – في أن العمل إذا لم يكن على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مردود.
¥