ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 11:08 ص]ـ
دخلتُ على الموضوع وأنا متوقع بل شبه متيقن أن أبا فهر سيرد!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 02:51 م]ـ
لا علاقة لتعليقي بشخص الشيخ وليس هذا محله ..
للكلام الصحافي سمتان:
الأولى: عدم ابتناءه على العلم وأسبابه وسماته بل تغلب عليه الدعوى المحضة وخفة الأحكام والأوصاف والعبارات على اللسان .. وكثرة التقريرات من غير حجج.
الثانية: وجود عبارات لا تستطيع أن تزنها بميزان العلم وتحكم عليها بصواب أو خطأ ..
وقد اشتملت عبارة الشيخ على السمتين معاً ..
وهذا بيانه:
أما دعوة اللامذهبية (أو دعوة التنكر للمذاهب).
عبارة مجملة فاللامذهبية والتنكر للمذاهب ألفاظ مجملة تُطلق على عدة آراء لكل رأي منها بناء، منها ما يرفض مطلق المذهبية ومنها ما يرفض مذهبية معينة .. ومنها ما يرفض المذهبية كطريق لابديل له .. وغير ذلك؛فكان الأولى تحرير العبارة مادمنا سنُطلق أحكاماً كالتي سيُطلقها الشيخ
فإنها دعوة محدثة، ولم تكن في العصور السابقة.
مجرد الحدوث ليس شيئاً يُبنى عليه علم، وليس التنكر للمذهبية بأولى بوصف الحدوث من المذهبية نفسها .. بل اللامذهبية تدعي أنها على الأصل القديم الذي هو عدم التمذهب ..
فلم ينكر أحد من الذين عاصروا أتباع التابعين –عندما قامت المذاهب– وجود هذه المذاهب.
وقبل نشوئها؟؟!!
لم لا نعود إليه ولم يُذم من طلب العودة لقبل ذلك العصر؟؟
وإذا فمنهجية التمذهب ليست إجماعاً قديماً فلم يوصف مخالفها بالخروج؟؟
وأما المذاهب التي منهجيتها وتصور فكرتها: أنها التي لا يُخرج عن قول مؤسسها ويُلتزم بها وتحرم مخالفتها فمخالفوك زعموا كونها منكرة بل قد وجد كلام بعض أئمة تلك المذاهب صريح في إنكار تلك المذهبية والنهي عن تقليدهم .. فكلامك عند مخالفيك محض دعوى ..
ولم ينكر ذلك أي أحد من علماء المسلمين.
كسابقه.
ولا يمكن إنكاره أصلاً؛ لأن الله جعل من الأمة أقواماً لا يستطيعون التفهم في الدليل مباشرة، ولا يستطيعون الجمع بين الأدلة المتعارضة، ولا يميزون بين الناسخ والمنسوخ، وهؤلاء لابد أن يرجعوا إلى أهل الذكر كما قال الله تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، ورجوعهم إلى أهل الذكر هو السؤال عن مذهبهم؛ لأن المذهب معناه طريقة في التعامل مع النصوص يسلكها المجتهد الذي هو أهلٌ لذلك.
وهل مجرد ذلك هو الذي يُنكره جنس اللامذهبيين؟؟
اللهم لا.
وهذه هي الصحافية التي تغلب على كلام الشيخ .. وهي عدم تحقيق الأوصاف والأحكام بطريق علمي ..
وبالنسبة لما نسمعه اليوم من الثورة على المذاهب، وإذا سأل أحد طلبة العلم أو أنصاف المتعلمين عن مذهبه قال: "أنا مذهبي الكتاب والسنة، ولا أعترف بالمذاهب".
قوله لا أعترف بالمذاهب ما مراده منه؟؟
اسأله عن مراده وصفه لنا ثم احكم عليه بعد ذلك بحكم علمي.
أما هذا فكلام مرسل صحافي يرد به على عبارة مرسلة صحافية فنقع في غمرات لا ينجلين ..
هذه بمثابة آراء الخوارج التي ظهرت في الزمان الأول.
هذا بغي ظاهر .. ومن قال إن المذهبية محرمة لا يجوز لأحد أن يتمذهب وأن المذاهب الأربعة منهجية باطلة = كان هذا قولاً من أقوال الناس يُرد بالحجة والبرهان،ولا يوجد شيء علمي اسمه: (بمثابة آراء الخوارج)؛بل هي عبارة صحافية سيجهد صاحبها وغيره حتى يوجد لنا لة متعنتة بين الخوارج الذين خرجوا على الإمام وكفروه بغير مكفر وبين الذين خرجوا عن إقرار العلماء -بزعمه- للمذهبية ..
ثم ماذا؟؟
ولو ثبت وجه الشبه في اسم (الخروج) كان ماذا؟؟؟؟؟
هذه ليست عبارة علمية بل هي تهويل صحافي محض .. وهي تذكرني بالمسكين الذي كتب في مقدمة كتاب واصفاً الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف والشيخ طارق عوض الله بأنهم (خوارج أهل الحديث) وكل تلك العبارات عبارات من لا يعدل مع مخالفه ويحب أن يستطيل عليه بالعبارة دون الحجة ..
وإن كان الخوارج لا ينكرون التمذهب!!
لأنه لم يكن ثم التمذهب ..
هؤلاء زادوا عليهم في الخروج!! خرجوا أكثر من خروج الخوارج.
هذا كذب محض .. ومعاذ الله أن يُنزل رأي فقهي أصولي مهما بلغ بطلانه منزلة رأي فئة ضالة مبتدعة حلف رسول الله لو أدركهم ليقتلنهم واختلف العلماء في كفرهم .. فضلاً عن أن يوصموا بالزيادة عليهم .. بل (وهذا من سمات العبارات الصحافية) = لم يُبن الشيخ كيف يكون ذلك الخروج زيادة: هل هو زيادة في التكفير أم زيادة في القتل أم هو خروج على ولي أمر أجل أعلم أم هل استحلوا دماء أكثر من استحلال الخوارج الأول أم كان الخروج من باب أكبر أم بحمية أكثر أم ببدعة أكبر .. نعوذ بالله من الغلو كله!
ولذلك فالبديل عن هذا إذا سئل لا يمكن أن يجده؛ لأنه هو لا يستطيع استنباط أحكام الوضوء، ولا أحكام غسل الجنابة ولا غيرها من النصوص مباشرة، ولا يعرف الفرق بين العام والخاص والمطلق والمقيد، ولو سئل عن ذلك لما استطاع أن يميزه.
كذب ودعوى باطلة .. بل بعض من ينكر المذاهب هو من أئمة الفقه والفتوى،وقادرون على الاستنباط،ولو سلمنا بعجز أولئك لم يكن دليلاً على بطلان نظريتهم؛لإمكان وجود من يقدر على ذلك من أبناء تلك الدعوى ..
ومع هذا فإن كثيراً من هؤلاء الذين يدَّعون هذه الدعوى لا يمسكون ألسنتهم، فأي فرع سُئلوا عنه لابد أن يفتوا فيه بوجهة نظر قد تكون أبعد شيء عن الحق ومعارضة للنصوص!!! وقد تكون من أسوأ ما يكون من الفهم في النصوص.
هذا صحيح من جهة الواقع؛ ولكنه ليس دليلاً على بطلان النظرية إلا على المناهج الصحافية التي تستدل على بطلان النقاب بممارسات المنتقبات!
منقول من موقع الإسلام اليوم
وبعد ..
فلستُ منتسباً لأحد ممن ينكر المذاهب ورأيي في المذاهب ليس مطلق تحريمها .. وأنا ممن يرى ويُقر بعجز كثير من دعاة ما يسمى بفقه الدليل .. لكني لا أحب البغي والاستطالة في الدعوى بغير بينة .. وأبغض نقد الأقوال بالعبارات الخطابية الصحافية ..
¥