2 - الفريق الثاني: وهم المحكمة والنجدات والإباضية فيما قيل عنهم. وهؤلاء يرون أنه قد يستغنى عن الإمام إذا تناصف الناس فيما بينهم وإذا احتيج إليه فمن أي جنس كان ما دام كفئا لتولى الإمامة (133) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn23).
ومن مبرارتهم:
1 - استنادهم إلى المبدأ القائل لا حكم إلا لله.
2 - أن الحكم ليس من اختصاص البشر بل تهيمن عليه قوة علوية.
3 - إن الضروري هو تطبيق أحكام الشريعة، فإذا تمكن الناس من تطبيقها بأنفسهم فلا حاجة إلى نصب خليفة.
4 - ربما ينحصر وجود الإمام في بطانة قليلة وينعزل عن الأعلبية فيكون بعيداً عن تفهم مشاكل المسلمين فلا يبقى لوجود فائدة.
5 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشر صراحة.
6 - أن كتاب الله لم يبين حتمية وجود إمام.
ما شروط الإمام عند الخوارج؟
1 - أن يكون شديد التمسك بالعقيدة الإسلامية.
2 - أن يكون قوياً في نفسه ذا عزم نافذ وتفكير ناضج وشجاعة وحزم.
3 - أن لا يكون فيه ما يخل بإيمانه من حب المعاصي واللهو.
4 - ألا يكون قد حد في كبيرة حتى ولو تاب.
5 - أن يتم انتخابه برضى الجميع، لا يغنى بعضهم عن بعض.
كيف يُحاسب الإمام؟
يعيش الإمام عند الخوارج بين فكي الأسد – عكس الشيعة – فالخوارج ينظرون إلى الإمام على أنه المثل وجهه الأعلى وينبغي أن يتصف بذلك قولاً وفعلاً وبمجرد أقل خطأ ينبغي عليهن القيام في وجه ومحاسبته، فإما أن يعتدل وإما أن يعتزل.
ومن غرائبهم ما يروى عن فرقة البيهسية منهم والعوفية، فقد اعتبر هؤلاء كفر الإمام سبباً في كفر رعيته ولا شك أن هذا جهل بالشريعة الإسلامية.
ما صحة إمام المفضول عندهم؟
اختلف الخوارج إلى فريقين:
1 - ذهب فريق منهم إلى عدم الجواز وأن إمامة المفضول تكون غير صحيحة مع وجود الأفضل.
2 - وذهب الفريق الآخر منهم إلى صحة ذلك وأنه تنعقد الإمامة للمفضول مع وجود الأفضل، كما هو الصحيح (140) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn24).
ما صحة إمامة المرأة عندهم؟
من فرق الخوارج وهي التشبيبة تذهب إلى جواز تولي المرأة الإمامة العظمى مستدلين بفعل شبيب حينما تولت غزالة – زوجته وقبل أمه – بعده (141) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn25).
ما موقف الخوارج من عامة المسلمين المخالفين لهم؟
انقسم الخوارج في نظرتهم إلى المخالفين لهم إلى فريقين
1 - فريق منهم غلاة.
2 - وفريق آخر أبدي نوعاً من الاعتدال.
ما حكم الخوارج في أطفال مخالفيهم؟
نوجز أهم آرائهم المختلفة في هذه القضية فيما يلي:
1 - منهم من اعتبرهم في حكم آبائهم.
2 - ومنهم من جعلهم من أهل الجنة ولم يجوز قتلهم.
3 - واعتبرهم بعضهم خدما لأهل الجنة.
4 - ومنهم من توقف فيهم إلى أن يبلغوا سن التكليف ويتبين حالهم.
5 - والإباضية تولوا أطفال المسلمين وتوقفوا في أطفال المشركين.
وأما أطفال المشركين الذين هم عبدة الأوثان ومن في حكمهم فإن العلماء اختلفوا فيهم اختلافاً كثيراً.
1 - فذهب بعضهم إلى التوقف في أمرهم.
2 - أنهم في النار.
3 - أنهم في الجنة.
4 - أنهم في منزلة بين المنزلتين أي الجنة والنار.
5 - أن حكمهم حكم آبائهم في الدنيا ولآخرة.
6 - أنهم يمتحنون في عرصات القيامة بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما استباحة قتل النساء كما – يرى الخوارج – فقد أخطأوا حين جوزوا ذلك سواء كانوا من المسلمين أو من المشركين فقد صحت الأحاديث بالمنع من قتلهم إلا أن يكون ذلك في بيات لا يتميز فيه الأطفال والنساء فلا بأس من قتلهم إذا وقع دون عمد. (147) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn26)
ما الحكم على الخوارج؟
اختلفت وجهات النظر في الحكم على الخوارج فيما ظهر لي من خلال دراستي عنهم إلى قولين:
1 - أحدهما الحكم بتكفيرهم.
2 - الحكم عليهم بالفسق والابتداع والبغي.
ولعل الصحيح أن الذين حكموا على الخوارج بالكفر الصريح قد غلوا في تعميم الحكم عليهم، والذين حكموا عليهم بأنهم كغيرهم من فرق المسلمين أهل السنة قد تساهلوا، بل الأولى أن يقال في حق كل فرقة ما تستحقه من الحكم حسب قربها أو بعدها عن الدين.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) وتسمى الآن ((تنزانيا)).
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) انظر: الخوارج تاريخهم وأرؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها ص: ب.
¥