فالله أسأل وبأسمائه الحسنى أتوسل أن يتضح لهؤلاء -المغرر بهم- الحق فيتبعوه، ويجتنبوا الباطل و يتركوه .. آمين.
فأقول مستعينا بالله وحده لا شريك له:
[نبذة يسيرة عن صاحب القصيدة]
النظم لصاحبها المعروف باسم: "الأبيض سيدي الشيخ" في الجنوب الغربي الجزائري واسمه الحقيقي: "عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة"، نشأ في نواحي " قصر أربوات " وهي عبارة عن واحة واقعة على الطريق المؤدي إلى البيّض الجزائرية في اتجاه الأبيض على بعد حوالي 23 كلم من هذه الأخيرة، وقبره [وثنٌ] مشيّد في قبّة في" قصر الغاسول "، على بعد حوالي 35 كلم جنوب البيّض حاليا (النبذة من الشبكة العنكبوتية)، ذكر سنة ولادته:"940هـ" وسنة وفاته: "1025هـ" كما في نظمه المنسوخ بخط اليد على نسخة مصورة لأحد أتباع طريقته (القناديز)!!.
[التعليقات الكاسرة لكفريات وأباطيل نظم "الياقوتة" الخاسرة]
1.كفر الناظم بادعائه مشاهدة ربنا -جل وعلا- في الدنيا بعين البصيرة (ص:4):
قال الناظم:
فغبتُ عن الأكوان طُراً بأسرها ... وشاهدت ربّنا بعين البصيرة
ومنذ عرفت الحق غبت عن السّوى ... ولم تطب النفوس إلاّ برؤية
ـ التعليق:
هذا الإدعاء من الناظم أنه رأى ربه بعينه قبل الموت كفر و باطل باتفاق أهل السنة والجماعة، لأنهم اتفقوا جميعًا على أن أحدًا من المؤمنين لا يرى ربه بعيني رأسه حتى يموت. وثبت ذلك في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه لما ذكر الدجال قال: "واعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت"
كذلك روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر، يحذر أمته فتنة الدجال، بين لهم أن أحدًا منهم لن يرى ربه حتى يموت، فلا يظن أحد أن هذا الدجال الذي رآه هو ربه ...
نعم، رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة، وهي أيضًا للناس في عرصات القيامة، كما تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب، وكما ترون القمر ليلة البدر صحوًا ليس دونه سحاب".
قال العلامة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله تعالى – كما في (شرح العقيدة الطحاوية): "واتفقت الأمة على أنه لا يراه أحد في الدنيا بعينه، ولم يتنازعوا في ذلك إلا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، منهم من نفى رؤيته بالعين، ومنهم من أثبتها له صلى الله عليه وسلم". انتهى.
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-كما في (منهاج السنة): " وكثير من الجهَّال أهل الحال وغيرهم يقولون: إنهم يرون الله عيانًا في الدنيا ".انتهى.
ـ وقال ابن القيم-رحمه الله تعالى- كما في (مدارج السالكين): "والرب - تبارك وتعالى - منزه مقدس عن اطلاع البشر على ذاته، أو أنوار ذاته، أو صفاته، أو أنوار صفاته ".انتهى.
وأخشى على من تبع هذا الضال في قوله الكفري أن تأخذه صاعقة مصداقا لقول الله تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ).الآية.
ورحم الله الإمام البربهاري إذ قال كما في (شرح السنة-رقم الفقرة:51/الردادي): "ومن زعم أنه يرى ربه في دار الدنيا؛ فهو كافر بالله عز وجل".اهـ
2.الكفر الواضح الجلي من الناظم بادعائه كلمة التكوين (ص:5):
قال الناظم:
ولو شئت قول كُنْ لكان الذي أنا ... أقولُ و يجري الأمرُ وفق الإرادة
ولكن جلباب الحيا وتأدبي ... مع الله يحجبان تلك المقالة
التعليق:
يزعم النظام أنه لو شاء قول كن لكان الذي قال؟! والله -جل وعلا- يقول: (أوليس الذي خلق السموات و الأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم. إنما أمره إذا أراد أن يقول له كن فيكون. فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء و إليه ترجعون).الآية. فأيّ محادّة هذه و شرك بالله –جل وعلا- ..
و هذا القول من صاحب القصيدة شبيه قول أحد أولياء صاحب (الطبقات الكبرى) حيث قال: ((تركت قولي للشيء: كن فيكون. عشرين سنة أدبا مع الله))! [2]
¥