7.دعوة الناظم للاستغاثة الشركية بكاهن الصوفية "أبي حامد الغزالي" (ص:15):
قال الناظم:
به يستغيث الكلّ شرقا و مغربا ... أبي حامد الغزالي عين العناية
التعليق:
صاحب القصيدة فاق بعض عبّاد القبور ممن يحصر الاستغاثة -الشركية- في مقبوره فقط، لأن بعض الطرق الصوفية تتعصب تعصبا مقيتا لمقبورها، فتجعل عنده الزردة و الوعدة (حقيقتها الهردة و الوخضة) [4] و قد يتقاتلون من أجلها و على من يحمل اسم تلك الوعدة و تسميت جدهم الولي المقبور بها؛ كما حصل –مثلا- في ضواحي مدينة "بلعباس" بغرب الجزائر - وما ذاك الذي قتل نفسه في [وخضة] ضواحي مدينة الأغواط في الجنوب الجزائري وغيرها، إلى مثال على مدى الوخضة و الهردة، وقد منعت السلطات الأمنية إقامتها في بعض البلاد لما حصل فيها من قتل وتناحر .. [5]
فهذا الناظم يخبر و يدعو إلى أن الاستغاثة بكاهن الصوفية الكل – كذا بالعموم - شرقا و غرابا يستغيث به ففاق هؤلاء، و معلوم أن سؤال الميت و الغائب و غيرهما، مما لا يقدر عليه إلا الله، مثل: سؤال قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات؛ من المحرمات المنكرة، باتفاق أئمة المسلمين؛ لم يأمر الله به، ولا رسوله، ولا فعله أحد من الصحابة، ولا التابعين بإحسان، ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين.
هذا و يعلم بالاضطرار: أنه ليس من دين الإسلام، فإنه لم يكن أحد منهم إذا نزلت به شدة أو عرضت له حاجة، يقول لميت: سا سيدي فلان اقض حاجتي، أو اكشف شدتي، أو أنا في حسبك، أو أنا متشفع بك إلى ربي، كما يقول بعض هؤلاء المشركين، لمن يدعونهم من الموتى و الغائبين.
ولا أحد من الصحابة استغاث بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد موته، ولا بغيره من الأنبياء عند قبورهم، ولا إذا بعدوا عنها، فإن هذا من الشرك الأكبر، الذي كفر الله به المشركين، الذين كفرهم النبي صلى الله عليه و سلم، واستباح دماءهم و أموالهم.
قال الله تعالى: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا).الآية. لا يتصور ان يخلو داع لله دعاء عبادة، أو دعاء مسألة، من الرغب و الرهب، والخوف و الطمع له، فدعاء العبادة، ودعاء المسألة، كلاهما عبادة لله، لا يجوز صرفها إلى غيره؛ فلا يجوز أن يطلب من مخلوق ميت أو غائب، قضاء حاجة، أو تفريج كربة، مالا يقدر عليه إلا الله، لا يجوز أن يطلب إلا من الله.
فمن دعا ميتا أو غائبا، فقال: يا سيدي فلان أغثني، أو انصرني أو ارحمني، أو اكشف عني شدتي، ونحو ذلك، فهو كافر مشرك، يستتاب فإن تاب و إلا قتل، وهذا مما لا خلاف فيه بين العلماء؛ فإن هذا هو شرك المشركين، الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه و سلم.
8.افتراء الناظم من إفك حول النور المحمدي (ص:16):
قال الناظم:
إلى تاج من أوفى القيامة جملة ... ونوره عينُ الكون من غير مرية
محمد الهادي إلى الناس رحمة ... ومعدن أسرار و عنصر نعمة
التعليق:
بهذا يدين الصوفية، وفيه يتغزلون، ولقد عبر الدباغ عن هذه الأسطورة إذ يقول"اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسماوات وأرضين وجنات وحجب، وما فوقها، وما تحتها إذا جمعت كلها، وجدت بعضاً من النبي، وأن مجموع نوره، لو وضع على العرش، لذاب، ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش، لتهافتت، ولو جمعت المخلوقات كلها، ووضع ذلك النور العظيم عليها، لتهافتت، وتساقطت (ص 84 جـ 2 الإبريز) ".
ويقول تيجاني: "لما خلق النور المحمدي، جمع في هذا النور المحمدي جميع أرواح الأنبياء والأولياء جميعاً جمعاً أحدياً، قبل التفصيل في الوجود العيني، وذلك في مرتبة العقل الأول (ص 14 جـ الرماح لعمر بن سعيد) ".
ويقول الحلواني في قصيدته "المستجيرة" يخاطب رسول الله.
أنشأك نوراً ساطعاً قبل الورى فرداً لفرد، والبرية في العدم
ثم استمد جميع مخلوقاته من نورك السامي، فياعظم الكرم
فلذا إليك الخلق تفزع كلهم في هذه الدنيا، وفي اليوم الأهم
وإذا دهتهم كربة فرجتها حتى سوى العقلاء في ذاك انتظم
جد لي، فإن خزائن الرحمن يداك اليمين، وأنت أكرم من قسم (ص 14 وما بعدها من رسالة لأحمد عبد المنعم الحلواني) ".
¥