تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والله تعالى يقول: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين). الآية، ومحمد صلى الله عليه وسلم إنسان. وإلا فليأتوا له بصفة أخرى! والرسول نفسه صلى الله عليه وسلم يقول: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم (مسلم وأحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها) ".

تحدث الرسول عن النور، وعمن خلق منه، فلم يذكر نفسه أنه مخلق من نور، أو أن نوره عين الكون، كما ذكر الملائكة، وتحدث عن آدم الأب الأول للبشرية، وعن خلقه، وأنه خلق مما ذكر الله في القرآن، يعني من طين لازب، ومحمد صلى الله عليه وسلم ابن آدم!، فلمن تنتسب الحقيقة المحمدية الصوفية؟!.

وفي كتاب الله آية واحدة تدك وحدها كل ما يوفض إليه الصوفية من نصب أقاموها لهذه الأسطورة، تلك هي قوله سبحانه لنبيه (ليس من الأمر شيئ). الآية. وكلمة شئ أوسع كلمة في العربية دلالة على العموم والشمول، حتى أطلقها بعضهم على الموجود والمعدوم، بل يعمم ابن عربي دلالتها، حتى يجعلها تتناول الصور الذهنية! وفوق هذا جاءت كملة "شئ" نكرة في سياق النفي فزاد عمومها وشمولها.

وتدبر قوله سبحانه: (قل: ما كنت بدعاً من الرسل، وما أدري ما يفعل بي، ولا بكم، إن أتبع إلا ما يوحى إلىّ، وما أنا إلا نذير مبين). الآية.

فهل يدين الصوفية في الرسل جميعاً بما يدينوه به في محمد، إذ ليس هو "بدعاً من الرسل"؟!

وتدبر قوله سبحانه لنبيه: (قل: إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً، قل: إني لن يجيرني من الله أحد، ولن أجد من دونه ملتحداً). الآية.

هذا هو هدي القرآن، فقارن بينه، وبين ما افترته الصوفية من إفك حول النور المحمدي الذي خلق منه كل شئ!! وثمت توقن أنه ليس في الإمكان – حتى في النادر منه – إيجاد نسب ما بين ما هدى الله إليه وبه من الحق، وبين ما ضل به الصوفية، وأضلوا خلقاً كثيراً.

تدبر قول الله تجد الهدى في إشراقه، والحق في جلاله والحكمة في نورها الإلهي، وتأمل إفك الصوفية، تجده قيئاً من الكفر المتقيح!!.

[دعوة صادقة الحب أيها الحيارى]

دعوة صادقة الحب أيها الحيارى: لا منجاة لكم من آلامكم وأحزانكم، ومن الخوف الذي يعصف بكم، والقلق الذي تضطرب به مشاعركم، لا منجاة لكم من تلك الهموم الساجية إلا إذا لذتم بحمى الله وحده تؤمنون به، وتتدبرون آياته، وتهتدون بهديه، وتقتدون برسوله وحده (يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله، وللرسول، إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون).الآية.

وإني – وقد ناضلت الصوفية بهدي الله – أعرف أن هذا النضال يثير علي بغي أحقادهم، ويقف بي على شفا خطر يدهم بغتة منهم بجورهن غير أني أومن بهذه الحكمة الرائعة المؤمنة: "لأن يكون الناس جميعاً عدواً لي في الدنيا، خير من أن يكون الله وحده خصمي يوم القيامة" وأجعل من هذه الآية الكريمة مناراً لي (حتى إذا استيأس الرسل، وظنوا أنه قد كذبوا، جاءهم نصرنا، فنجي من نشاء، ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين).الآية. هذا وعد الله لرسله، ووعده لأتباع رسله. وليعتبروا بما حل في البلاد من فياضانات و زلازل و قتل ... فليتدبر الصوفية! والصوفية بغي وفتنة مجنونة الأحقاد، غير أنها تحتال عذراء طاهرة ألم بها ظن مرتاب، وملائكية تسلسل الوحي في فجر المحراب!

[ختاما]

وفي الختام: أتمثل قول الشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل-رحمه الله تعالى – حيث قال: " لن أضع القلم – وحسبي الله – إلا إذا أَصْمَيْتُ الصوفيةَ، وأدميت، أو إلاَّ إذا تهدمت أنا، أو قضيت! فلن تخشى صَوْلَةُ الحق، سَوْرة الباطل، ولكن كل هذا لن يمسَّ قلوبنا بحقد، ولا نفوسنا بضغينة، بل إنه ليرفع بأيدينا – ومن خلفها قلوبنا تحثها – في ضراعة خاشعة إلى الله أن يهب لنا، وللصوفية الإيمانَ الحقَّ، وأن يهديهم سبحانه سبيل الإسلام.

(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة؛ إنك أنت الوهاب) ".اهـ

تنبيه:

التعليقات مقتبسة بتصرف من المراجع التالية:

· (مجموع الفتاوى): للعلامة شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-.

· (هذه هي الصوفية): للعلامة الشيخ هادم الطواغيت: عبد الرحمن الوكيل- رحمه الله تعالى-، طبعة دار الكتب العلمية: (بيروت-لبنان)، الطبعة الثالثة: (1970م)، وأغلب التعليقات منه-بتصرف-.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير