تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولد، ونصفه بأنه على العرش استوى، كما يليق به، وأنه ينزل في الثلث الأخير من الليل، كما أخبر بذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحديث الذي رواه عدد من الصحابة، ولا نقول إنه يحويه مكان، ولا أنه يخلو منه العرش أو لا يخلو، فالله تعالى ليس كمثله شيء، ومن قال إن الله ينزل كل رمشة عين، أو يكون فضائيًا، فقد تدخل فيما لا يعنيه، وقد أمرنا بأن نسجد لله في الصلاة وخارج الصلاة، ونقول في سجودنا: ((سبحان ربي الأعلى)) فيكون السجود تواضعًا وتذللاً لربنا الذي هو فوق عباده، وهو مع ذلك قريب منهم، وقول من يقول إن الله في كل مكان قد تنقص ربه وخلطه بالحشرات والمراحيض والأماكن المستقذرة، ولم ينزه ربه عما ما لا يليق به، وما نقل عن كتاب نهج البلاغة لابن أبي الحديد أكثره مكذوب على علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ذكره بدون إسناد، وإنما هو من كلام بعض المتقولين من الرافضة ونحوهم، الذين يصدقون كل ما قيل، ولقد أكثر الرافضة من الكذب على علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ونقلوا عنه ما لم يقله، فصدقهم ابن أبي الحديد، وحشد في هذا الكتاب من الأكاذيب ما ليس بصحيح، وما لا أصل له، ولم يذكر من خرج ذلك الكلام من أهل الكتب المعتبرة، فإن سلف الأمة قد اعتنوا بكلام علماء الصحابة، ورووه بالأسانيد الصحيحة، وذكروا ذلك في تراجم الصحابة، فلتراجعوا ترجمة علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن الترمذي، وسنن ابن ماجه، وفضائل الصحابة للإمام أحمد، وطبقات ابن سعد، وتاريخ ابن جرير، وتاريخ ابن الجوزي، وابن الأثير، وابن عساكر، وكتب الأسانيد، كمصنف عبدالرزاق، وابن أبي شيبة، فهل توجد فيها تلك النقول التي نقلها ابن أبي الحديد في نهج البلاغة؟ لاشك أنها سليمة من ذلك، دل على أن هذا النهج كله من أكاذيب الرافضة، ومنهم هذا المؤلف.

وفي كتب الرافضة كلام كثير عن أئمتهم كله موضوع لا أصل له، يريدون بذلك أن يقنعوا أتباعهم بما هم عليه من العقيدة الزائغة، فعلى من نصح نفسه أن يرجع إلى الكتاب والسنة الصحيحة، فإن سلف الأمة قد سخَّرهم الله فاعتنوا بالسنة، وتثبتوا في نقلها، واطرحوا ما هو ضعيف أو مكذوب، وبذلك حفظ الله شرعة ودينه، وتحقق قول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. والله أعلم.

قاله وأملاه

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

23/ 11/1425هـ

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير