تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بَينِي وبَيْنَ الدُّكْتُورِ مَحْمُودِ عبدِ الرَّازقِ الرِّضْوَانِي

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 07:58 ص]ـ

بَينِي وبَيْنَ الدُّكْتُورِ

مَحْمُودِ عبدِ الرَّازقِ الرِّضْوَانِي

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد وقع لي منذ سنتين تقريبًا كتاب بعنوان (أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة) للدكتور محمود عبد الرازق الرضواني المصري، فألفيته كتابًا نافعًا في بابه على أخطاء فيه، وموضوع الكتاب كما لا يخفى من عنوانه في إحصاء الأسماء الحسنى الثابتة من الكتاب والسنة وهو في خمسة أجزاء:

الجزء الأول: الإحصاء.

الجزء الثاني: الشرح.

الجزء الثالث: دلالة الأسماء على الصفات.

الجزء الرابع: دعاء الله بها دعاء المسألة.

الجزء الخامس: دعاء الله بها دعاء العبادة.

والأجزاء الأربعة الأخيرة مؤسسة على الجزء الأول كما هو متضح، وعليه مدار النزاع بين المؤلف ومخالفيه.

وسر ذلك النزاع أن الدكتور عفا الله عنه استخرج تسعة وتسعين اسمًا لله تعالى من الكتاب والسنة الصحيحة مراعيًا شروطًا ابتكرها، ومقيدات ذكرها وهي:

أولًا: أن يرد الاسم نصًا في الآيات القرآنية أو ما ثبت في صحيح السنة النبوية. وأيما اسم أتى في حديث حسن فلا يقبل، قال الدكتور:" ولا يعتمد اعتمادا كاملا على ما ثبت وخف ضبطه كالحسن، لأن الحسن على ما ترجح عند المحدثين من رواية الصدوق، أو هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه قليلا عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، ولربما يثير ذلك إنكار البعض لكنهم لا يختلفون معنا في تطرق الاحتمال إلى ضبط النص والتيقن منه في لفظ الاسم دون الوصف، ومن ثم لم أعتمد على الحديث الحسن في إحصاء نص الأسماء الحسنى، وإن اعتمدته حجة في إثبات الأوصاف وشرح معاني الأسماء وبيان دلالة الاسم على المعنى مطابقة وتضمنا والتزامًا"انتهى

قلت: نعم، هذا يثير إنكار كل سني غيور على السنة أن يمتنع باحث ينتسب إلى السلفية من الاحتجاج بالحديث الحسن في إثبات أسماء الله لعلة جلية القول فيها أنها شبهة الجهمية المتعلقين باحتمال الوهم لإنكار أحاديث الصفات التي هي وأحايث الأسماء شقائق.

ولو أفسحنا الدرب لكل سالك مسلك احتمال الوهم في الأحاديث الصحاح لبطلت كثير من الأحاديث ولتعطلت أكثر الأحكام، ثم إن الدكتور يعتمد في التصحيح والتحسين على الشيخ الألباني كما أخبر عن نفسه يقوله:" وأما ما عدا البحث عن حجية دليل السنة في ثبوت الاسم، فاكتفيت غالبا فيما لم يرد في الصحيحين بتراث الشيخ الألباني رحمه الله وحكمه على الحديث من جهة القبول أو الرد، وقد التزمت ذلك أيضا في بقية الأجزاء المتعلقة بالبحث والتي ستأتي تباعا إن شاء الله".

فيقال له: فهلا اطردت قاعدتك تلك في تصرفك وحكمك بترك الحديث الحسن لاحتمال وهم الراوي فتنبهت إلى أن الشيخ الألباني قد يهم فيحسن الصحيح أو يصحح الحسن!

الشرط الثاني: علمية الاسم، فيشترط في إحصاء الأسماء أن يرد النص مرادا به العلمية ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة في اللغة كأن يدخل على الاسم حرف الجر .... وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالى:) قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ ([الإسراء:110]، وقوله أيضا:) وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ([الأعراف:180]، ومعنى الدعاء أن تدخل عليها أداة النداء سواء ظاهرة أو مضمرة والنداء من علامات الاسمية.

ومن أنواع الأعلام اللقب والكنية وهما مضافان غالبًا كقولك في اللقب (زين العابدين) وفي الكنية: أبو بكر وأم عمرو.

وكذلك الاسم يأتي مركبًا التركيب الإضافي فتقول: عبد الله، وعبد الرحمن ونحوه.

ولم يفهم أحد من معنى الاسم أن يأتي مفردًا (لا يدل جزؤه على جزء معناه)، كما فهم الدكتور، فأخرج من أسماء الله إخراجًا باتًا نحو (رب العالمين)، (شديد العقاب)، (سريع الحساب).

الشرط الثالث: أن يرد الاسم على سبيل الإطلاق دون تقييد ظاهر أو إضافة مقترنة، وذلك بأن يفيد الثناء بنفسه، لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر المضاف وشأنه، والله عز وجل ذكر أسماءه باللانهائية في الحسن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير