اما قضية ان الصلاة عليهم قد انتهت بانتهاء رسالتهم وذلك ببعث المسيح عليه السلام و النبي محمد صلى الله عليه وسلم فمردود لأن الآية الكريمة ما زالت تقرأ ليومنا هذا وهي تدل على الاستمرارية كما نرى!!
وحتى ولو كان كذلك فكيف يلزم الله تعالى المؤمنين قبل بعثة النبي محمد بالصلاة على كل ذرية ابراهيم عليه الصلاة والسلام ومنهم الكفار والفساق واليهود والنصارى وعبدة الأوثان!!؟؟
لا يستقيم عزيزي القاريء
ونحن حقيقة يصيبنا الغم والحزن على تخبط المسلمين في هذه اللفظة والله تعالى قد أحكم القول في كتابه العزيز في هذه الآية
قال تعالى:" وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) "
أليست هذه الآية لدليل كاف على أن الله تعالى نبه إبراهيم عليه السلام بأنه لا لفضيلة لذريتك على غيرهم؟!!
والجدير بالذكر أن الشيخ أحمد الخليلي فسر لفظة "آل البيت " في الآيات المتقدمة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهو الحق الذي ينبغي قبوله
ومن الدلائل أيضا على ترادف لفظة" آل محمد " و "ازواج النبي صلى الله عليه وسلم " هو قول عائشة رضي الله عنها وهي أحب أزواج النبي في ذلك فنجدها في رواية لحديث تقول:
إقرأ الحديث التالي:
(أبو عبيدة جابر بن زيد عن عائشة أم المؤمنين قالت: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لخمس ليال بقين من ذي القعدة ولا نرى إلا أنه الحج، فلما دنونا من مكة أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحل قالت فدخل علينا بلحم بقر يوم النحر فقلت ما هذا اللحم؟ قال نحر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أزواجه."
قال المحشي:" ...
وذكر في المواهب أنه عليه السلام نحر عنهن بقرة واحدة حيث قال: وفي رواية جابر عند مسلم (نحر عليه السلام عن نسائه بقرة وقالت عائشة نحر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن آل محمد في حجة الوداع بقرة واحدة الخ ... "
وإذا كانت لفظة "أهل البيت" في القرآن الكريم تعني "أزواج النبي صلى الله عليه وسلم " فلا إشكالية أن يكون " آل محمد " تعني "أزواج النبي صلى الله عليه وسلم " أو من هم في بيته وهو يعولهم ويشمل كذلك أتباع النب محمد صلى الله عليه وسلم
أنسيتم أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين؟
قال الله تعالى مبينا أن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتنا:" النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا"
فإنه باعتبار ذلك نصبح نحن – المؤمنين – تلقائيا من "آل محمد" فالنبي يرعانا وهو أولى بنا من أنفسنا،وأزواجه –صلوات الله وسلامه عليه- هن أمهاتنا .. أليس ذلك بكاف بانتسابنا وانتساب كل مؤمن في هذا الدين الحنيف إلى "آل محمد "؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته