[: فضيلة الشيخ! في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة غلت الأسعار، فقال الصحابة: (يا رسول الله! سَعرْ لنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله هو المسَعِّر، القابض، الباسط، الرازق) الحديث، فهل نسمي الله عزَّ وجلَّ بالمسَعِّر؟
الجواب: الذي يظهر لي أن هذه صفة من صفات الأفعال، يعني: أن الله هو الذي يُغَلِّي الأشياء ويرخِّصها، فليس من الأسماء، هذا الذي يظهر لي، والله أعلم؛ لكنا نقول كما قال الرسول.] (لقاء الباب المفتوح)
ب - قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه على (سنن أبي داود):
[قوله: [(إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق)]. هذه من أفعال الله عز وجل، والقابض الباسط متقابلان، أي: تضييق الرزق وتوسيعه. والمسعر يعني أن الله هو الذي بيده كل شيء، وهو الذي يحصل منه كثرة الرزق بأيدي الناس ولا يحتاجون إلى طلب تسعير، وقد يحصل خلاف ذلك فيحتاج الناس إلى التسعير، لكن التسعير فيه ظلم للناس كما عرفنا، لكن لا يقال: إن من أسماء الله المسعر؛ لأن هذا من أفعال الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن الله بهذه الأشياء، ولا يقال: إن هذا من أسماء الله. والقابض الباسط متقابلان، قال الله: يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ [الشورى:12]، فكل منهما مرتبط بالآخر. والله هو النافع الضار لكن لا يقال: من أسماء الله النافع الضار، فالله عز وجل يوصف بأنه نافع وضار، أعني: يخبر عنه بأنه نافع ضار، لكن لا يقال: إن من أسمائه النافع الضار. والرزاق جاء في القرآن في قوله تعالى: إن الله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات:58]، وأما الرازق فجاء في هذا الحديث، وهو إخبار عن أفعال الله سبحانه وتعالى، لكن لا أدري هل جاء اسم الرازق في غير هذا الحديث؟] ا. هـ
ت - سئل الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان:
[هل المسعر والقابض والباسط من أسماء الله عز وجل أم من صفاته؟
الجواب
لا أسماء ولا صفات، ولا يجوز أن تكون أسماء ولا صفات، ولكن الله يُخبر عنه بأنه يفعل هذه الأشياء وباب الخبر واسع، كما يقال: إن الله موجود، وإنه شيء، ولا يسمى بأنه موجود، ولا بأنه شيء، وباب الخبر واسع، ولا يقال: إنه هو الزارع؛ ولا نسميه الزارع، ولهذا يطلق على بني آدم ذلك كثيراً ولا أحد ينكره] ا. هـ (ضمن أسئله ألقيت على الشيخ أثناء شرحه على العقيدة الواسطية)
ث - قال الشيخ سليمان بن ناصر العلوان في شرحه على الواسطية: [المسعر ليس من أسماء الله لأنه ليس فيه مدح]
يتبع بالقسم الثالث والأخير وهو الترجيح لاحقا .......... إن شاء الله تعالى
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 03:39 م]ـ
3) الترجيح:
يتبين مما سبق وعن طريق جمع الأحاديث والآثار وكلام العلماء، فيتبين أن الأقرب هو عدم صحة إطلاق " المسعر " كاسم من أسماء الله الحسنى مفردا ولكن يقيد كما جاء في الحديث [المسعر القابض الباسط الرازق]. وأدلة ذلك كالتالي:
1) النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يذكر هذا الاسم كاسم من أسماء الله الحسنى وإنما من باب الإخبار عن فعل الله – عز وجل-، والدليل على ذلك أن ذكر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهذا الاسم جاء متفقا مع لفظة أسئلة الصحابة كالتالي:
• عندما سئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[سَعِّرْ لَنَا]، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: [إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ ... ] كما في حديث أنس وغيره.
• عندما سئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[لَوْ قَوَّمْتَ لَنَا] قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: [إِنَّ اللهَ هُوَ الْمُقَوِّمُ، أَوِ الْمُسَعِّرُ] في حديث أبي سعيد، وشك الراوي أو هو بسبب الجُريري الذي قد اختلط في آخره، وسماع الواسطي منه بعد اختلاطه، ولكن قد رواه الخطيب في "تاريخه" (9/ 451) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن الجريري عن أبى نضرة عن أبى سعيد قال: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقالوا: لو قومت يا رسول الله. قال:
¥