تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيمن أتى عرافاً [استشكال]

ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 10:39 م]ـ

سمعت من بعض الفضلاء قوله: (أنه من أتى عرافا فصدقه لا على أنه يعلم الغيب استقلالا لكن صدقه لاعتقاده أن خدمه من الجن أخبروه من طريق إخوانهم من مسترقي السمع ببعض أمور الغيب فهذا لا يكفر وإنما يكفر من أتى عرافا وصدقه معتقدا استقلاله بعلم الغيب من دون الله) انتهى الكلام بمعناه فهل هذا التفريق صحيح بارك الله فيكم؟

ـ[براءة]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:14 ص]ـ

هل يكفر من أتى عرافاً وسأله عن شيء؟

السؤال: كيف نجمع بين الحديثين التاليين:

1 - (من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)، رواه مسلم في صحيحه.

2 – (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)، رواه أبو داود.

فالحديث الأول لا يدل على الكفر في حين الآخر يدل على الكفر.

الجواب:

الحمد لله

"لا تعارض بين الحديثين، فحديث: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد) يراد منه: أن من سأل الكاهن معتقداً صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر؛ لأنه خالف القرآن في قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65.

وأما الحديث الآخر: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) رواه مسلم وليس فيه (فصدقه).

فبهذا يُعلم أن من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، فإن صدقه فقد كفر.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.

"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 48).

والله أعلم

ـ[براءة]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:16 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم تسليما أما بعد:

فقد جاء في بعض روايات حديث (مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا)

لفظة "فصدقه " وهي في هذا الحديث لا تصح من جهتين:

من جهة الإسناد، و من جهة المتن،

أما من جهة الإسناد:

فلم يروها بهذا اللفظ ـ حسب اطلاعي ـ إلا الإمام أحمد في المسند 4/ 68، 5/ 380

و عبدالرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ـ عند ابن بطة في الإبانة ـ الإيمان 2/ 730 ـ

كلاهما عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .. وفيه (فصدقه بما يقول).

وعبدالرحمن هذا قال عنه ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال عن أبيه: شيخ. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حدث بأشياء لا يتابعه أحد عليها. وذكره ابن حبان في الثقات.

الجرح والتعديل5/ 283، سؤالات الحاكم ص128، والكامل4/ 319، والثقات 8/ 383.

وخالفهم:

1 - محمدُ بن المثنى ـ صحيح مسلم (2230) والبيهقي في السنن 8/ 138ـ

2 - وأبو بكر بن خلاد ـ حلية الأولياء 10/ 406 وتأريخ أصبهان 2/ 206 ـ

3 - و صدقة بن الفضل ـ التأريخ الأوسط للبخاري 2/ 45، ـ

4 - وعلي بن المديني ـ مسند الفاروق 1/ 198ـ[وإن كان لم يذكر المتن لكنه عطفه على متن ليس فيه اللفظة]

ولم يذكروا لفظة (فصدقه بما يقول).

ورواه صدقة أيضا ـ التأريخ الأوسط 2/ 45ـ

ويعقوب بن حميد ـ المعجم الكبير للطبرني 23/ 215:

عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر بمثله، وليس فيه لفظة (فصدقه بما يقول).

ورواه الدراوردي ـ التأريخ الأوسط 2/ 45 والطبراني في الأوسط 1402ـ

عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.

وهذه الطريق لا تصح.

انظر: شرح العلل 2/ 811 والعلل لابن أبي حاتم 2/ 269.

ورواه الدراوردي ـ التأريخ الأوسط 2/ 45 والطبراني في الأوسط 9172 ـ أيضا:

عن أبي بكر بن نافع عن نافع عن صفية عن عمر.

وهذه الطريق أيضا لا تصح.

انظر: العلل لابن أبي حاتم 2/ 269، والطبراني في الأوسط 9172، ومسند الفاروق 1/ 198 وشرح العلل لابن رجب 2/ 811.

الخلاصة:

أن لفظة (فصدقه بما يقول) لم تأت إلا في رواية الإمام أحمد وعبدالرحمن الحارثي،

وخالفه فيها عن يحيى القطان أربعة:

صدقة بن الفضل، وأبو بكر بن خلاد، ومحمد بن المثنى، وعلي بن المديني، وهؤلاء كلهم ثقات.

وأيضا:

يعقوب بن حميد، وصدقة في روايتهما عن عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر به.

وبهذا يظهر ـ والله أعلم ـ أن زيادة (فصدقه) في هذا الحديث شاذة لا تصح، والله أعلم.

و هل هذا الاختلاف من يحيى أو أن الوهم ممن دونه؟ العلم عند الله.

أما من جهة المتن:

فقد جاءت عدة أحاديث، وروايات عن عدد (1) من الصحابة تُبين أن من أتى عرافا .. فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ورواية أحمد وابن بطة فيها: أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما فقط.

ثم مع مخالفتها أيضا لما في الأحاديث الأخرى هي مخالفة لظاهر القرآن، وهو أن المصدق للكهنة كافر بالله؛ لأنه مكذب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.


(1) أبو هريرة وابن مسعود وأنس وواثلة وعمران بن حصين وجابر بن عبد الله وابن عمر ..
انظرها في: مجمع الزوائد 5/ 118، والفتح 10/ 217، وقد تكلم على بعضها.

http://majles.alukah.net/showthread.php?t=60
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير