تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كثيرة و التوفيق بيد الله فسألني الشيخ عبد الله عن الطريقة التجانية ما هي فأخبرته بما حضرني منها فاقشعر جلده واستعاذ بالله من تلك العقائد وفي ذات يوم دعاني ثم استدعى شيخ الطريقة التجانية بالمدينة وهو الفاهاشم السنغالي ابن أخ الحاج عمر الفوتي أحد أركان الطريقة ومن العجب أننا وجدنا الفاهاشم هداه الله من المدرسين الذين يأخذون راتبا شهريا من الحكومة زيادة على ما ياتيه من المغرب من النذور و الهدايا الطرقية و إنما تعطيه الحكومة ذلك الراتب ليدعو إلى السنة و التوحيد و ينفر من البدعة و الشرك لكنه أراد أن يجمع بين الفضيلتين بل بين العطاءين.

حضر الفاهاشم فرحب به الشيخ الرئيس وسأله عن الحال ثم بعد ما جلس و أدنى الشيخ مجلسه و أكرمه قال له يا شيخ نحن نظن بك الخير و نأمل أن تكون داعيا إلى الحق قامعا للباطل وأن يهدي الله بك من شاء من عباده لكن بلغنا أنك مستمسك بطريقة بل يقال إنك شيخ متبوع فيها فهل ذلك صحيح؟ فقال الفاهاشم: نعم أنا متمسك بطريقة التجانية جاء بها عمنا من المشرق حين حج و أخذناها عنه و هي ليس فيها شيء يخالف السنة إنما هي أذكار مشروعة الاستغفار و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم وكلمة الإخلاص لا إله إلا الله. فنظر إلي الشيخ إماء إلى أن أتكلم فقلت يا الفاهاشم إني كنت تجانيا وقرأت كتب الطريقة و عرفتها مثل ما تعرفها أنت وهي ليست ذكرا مجردا بل هي أقوال و أفعال و عقائد ولو سلمنا أنها أذكار مجردة فأذكارها فيها بدع كثيرة من تحديد ما لم يحد الله ولا رسوله بالعدد و الوقت الاختياري و الضروري والقضاء لما فات والإجتماع على هيئة غير مشروعة و ألفاظ من كلام أهل الوحدة مثل اللهم صل و سلم على عين الحق-وعين ذاتك العلية-ووصف النبي بالأسقم أي الأمرض وغير ذلك فقال له الشيخ الرئيس أن فلانا يعنيني يعرف ما بهذه الطريقة مما يخالف الشريعة وهو عارضه عليك لتبدي رأيك فيه ثم قال اعرض عليه بعض الأمور المخالفة للشريعة من طريقته، فأخذت صحيفة كنت قد قيدت فيها بعض أباطيل تلك الطريقة من حفظي و أخذت أقرأ عليه ما نصه:

الأولى/ اعتقادهم باخبار شيخهم أن روحه كانت مع روح النبي صلى الله عليه و سلم هكذا وقرن بين إصبعيه السبابة و الإبهام.

الشيخ الرئيس لالفاهاشم هذا صحيح؟ فقال: نعم موجود في كتب الطريق و أنا لا اعتقده، فقال له الشيخ هذا حق أم باطل؟ فقال لا أعتقده (حاد عن الجواب ولات حين مناص) فقال الشيخ قل حق أو باطل فقال باطل ثم قال لي اقرأ فقرأت:

الثانية/اعتقادهم ما أخبرهم به شيخهم بقوله أنا محمد الولياء من لدن آدم إلى النفخ في الصور.

فقال الشيخ لالفاهاشم: هذا موجود عندكم؟ فقال: نعم و أنا لا أعتقده. فقال: حق أم باطل؟ فحاد كما فعل أولاً ثم أعاد عليه السؤال فقال باطل.

يتبع ..

محمد تقي الهلالي المدرس بالمسجد النبوي

مجلة "الشهاب" العدد:151/السنة الرابعة.

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:12 م]ـ

الطرائق في الحجاز (علاج داء الطرائق)

لما فتح الله هذه البلاد المباركة لعباده المصلحين وجدوا فيها داء الطرق يسمها و يمزق أوصالها ويهوي بها في دركات الانحطاط فتوجهت العناية منهم جزاهم الله خيرا إلى علاج هذا الداء الوبيل على احسن حال من اللين و السهولة و الملاطفة رفقا بالناس و تحميا من غعانتهم فنظر في ذلك رئيس هيئة مراقبة القضاء العالم العامل المصلح الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ أدام الله فضلهم فأمر بإحصار الزوايا التي بمكة المشرفة ثم دعا مشايخها فقال لهم ما تريدون بهذه الزوايا فقالوا لذكر الله و مذاكرة العلم فقال أحسنتم و إن الحكومة تريد مساعدتكم على هذا العمل الصالح بان ترتب في كل زاوية رجلا من طلبة العلم يصلي فيها المكتوبات ويعلم أهلها ما أوجب الله عليهم تعلمه و يذكرهم و يعظهم بكتاب الله و سنة نبيه وكلام أئمة أهل السنة رحمهم الله فأجاب أكثرهم لذلك فرتب في كل زاوية رجلا من المصلحين و تعلل بعضهم بان الزاوية ملك لهم لم يجعلوها وقفا وهي ملاصقة لبيوتهم فتارة يجعلون فيها ضيفا-يريدون الوفود التي تأتي بالنذور-وتارة يخزنون فيها أمتعتهم فلا يمكن أن تكون مسجدا ففحص الشيخ في دعواهم فوجدها غير صحيحة فقال لهم أنتم أقررتم بأنكم جعلتم هذا المكان لذكر الله و مذاكرة العلم فما كان لكم أن ترجعوا في ذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير