تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قاموس البدع العقدية]

ـ[ياسين بن مصدق]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:25 م]ـ

قاموس البدع العقدية (1)

كانت دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - صافية واضحة في كل معالمها، وأشد مناحي دعوته وضوحاً وأكثرها بياناً دعوته أمته إلى التوحيد الخالص، والعقيدة الصافية النقية، حيث كان – عليه الصلاة والسلام – حريصاً على بيان التوحيد بياناً لا لبس فيه، حريصاً على إرساء قواعد العقيدة حرصاً لا يعادله حرص، فكان ربما سمع اللفظ يقدح في التوحيد فينكره، وكان يرى السلوك المخالف لمقتضى الإيمان فينبه صاحبه، وكان يحرص على تكرار أحاديث التوحيد حتى يرسخ في النفوس وتتلقاه الأمة دون غشاوة أو كدر، إلا أنه وبعد وفاته - صلى الله عليه وسلم – ظهرت الخلافات، ولا سيما بعد الخليفتين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، حيث كان الإسلام في زمنهما في عنفوانه، وكان الناس حديثي عهد بالنبوة، أما بعد ذلك فقد كثرت البدع، - ولا سيما في زمن فرقة المسلمين أيام علي ومعاوية رضي الله عنهما – وانتشرت الفرق والأحزاب، وشذت كل فرقة منهم بأقوال تحزبت عليها، وتفرقت الأمة تفرقاً عظيماً، إلا أن العلماء ما زالوا يتلمسون نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ويبنونه للناس، ويؤلفون الكتب في بيان البدع والتحذير منها، وقد جمعنا في هذا القاموس جملة من البدع التي حدثت في الأمة ونص عليها العلماء، مع ذكر الدليل على بدعيتها ومخالفتها للكتاب والسنة وإجماع السلف حتى يحذرها الناس، فمن تلك البدع:

1. القول بإلوهية علي رضي الله عنه:

وهي بدعة منكرة وفرية شنيعة قال بها قوم من أتباع عبد الله بن سبأ الحميري حيث أتوا إلى علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فقالوا له: أنت هو! فقال لهم: ومن هو؟ قالوا: أنت الله، فاستعظم الأمر، وقال لهم: ارجعوا فتوبوا، فأبوا، فضرب أعناقهم ثم حفر لهم في الأرض حفراً ثم نادى خادمه قنبر قائلاً: ائتني بحزم الحطب فأحرقهم بالنار، ثم قال:

لما رأيت الأمر أمرا منكرا أوقدت ناري ودعوت قنبراً

والقصة رواها ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، وذكرها الذهبي في "تاريخ الإسلام".

2. سب الصحابة الكرام وتكفيرهم: وهي بدعة شنيعة ذهب إليها البعض، وتحولت عندهم إلى سلوك دنئ، ينشأ عليه صغيرهم، ويموت عليه كبيرهم، وهو خلاف ما أمر به النبي – صلى الله عليه وسلم – أمته من إكرام صحابته، والقيام بحقهم، وعدم سبهم والتعرض لهم، فقال عليه الصلاة والسلام: (احفظوني في أصحابي) رواه النسائي وابن ماجة، وحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من سب أصحابه فقال: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه) رواه مسلم هذا فضلا عما مدحهم الله به من كونهم رحماء بينهم أشداء على الكفار قائمين بعبادة الله وطاعته، قال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود} (الفتح: 29).

3. تكفير مرتكب الكبيرة: وهي بدعة قال بها الخوارج قديماً فكفروا بها عموم الأمة وحكامها، ولم يحكموا بإسلام إلا من انضم إليهم وقال بقولهم، وهو مذهب مخالف للكتاب والسنة والإجماع، فالمسلم الذي ارتكب بعض المعاصي كالزنا والسرقة من غير استباحة لها لا يكفر، بل هو فاسق ناقص الإيمان، وليس كافراً، والدليل على ذلك قوله تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} (الحجرات: 9) حيث حكم بإيمان الطائفتين وإحداهما عاصية باغية بقتال أختها، فلو كان قتال المسلم – وهو من أكبر الكبائر - كفراً لما أطلق على الطائفة الباغية اسم الإيمان، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} (البقرة: 78) فقد سمى الله القاتل أخاً في الدين، ولو كان كافرا لنفى عنه الأخوة الإيمانية، وعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجماعة من أصحابه: (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير