(14) وقال: (وهو الذي قدر الأشياء وقضاها، ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره، وكتبه في اللوح المحفوظ) [الفقه الأكبر 302].
(15) وقال: (لم يجبر أحدا من خلقه على الكفر ولا على الإيمان، ولكن خلقهم اشخاصا، والإيمان والكفر فعل العباد، ويعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره، فإذا آمن بعد ذلك، فإذا علمه مؤمنا أحبه من غير أن يتغير علمه) [الفقه الأكبر 303].
ج - أقوال الإمام أبي حنيفة في الإيمان:
(1) قال: (والإيمان هو الإقرار والتصديق) [الفقه الأكبر 304].
(2) وقال: (الإيمان إقرار باللسان، وتصديق بالجنان، والإقرار وحده لا يكون إيمانا) [كتاب الوصية مع شرحها 2]، ونقله الطحاوي عن ابي حنيفة وصاحبه [شرح الطحاوية 306].
(3) وقال أبو حنيفة: (والإيمان لا يزيد ولا ينقص) [الوصية مع شرحها 3].
قلت: قوله في عدم زيادة الإيمان ونقصانه، وقوله في مسمى الإيمان، وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان، وأن العمل خارج عن حقيقة الإيمان … قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإيمان وبين عقيدة سائر أئمة الإسلام - مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم - والحق معهم، وقول أبي حنيفة مجانب للصواب، وهو مأجور في الحالين، وقد ذكر ابن عبد البر وابن أبي العز ما يشعر أن أبا حنيفة رجع عن قوله [التمهيد لابن عبد البر 9/ 247، شرح الطحاوية 395] … والله أعلم.
د - أقوال الإمام أبي حنيفة في الصحابة:
(1) قال الإمام أبو حنيفة: (ولا نذكر أحدا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بخير) [الفقه الأكبر 304].
(2) وقال: (ولا نتبرأ من أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نوالي أحدا دون أحد) [الفقه الأبسط 40].
(3) ويقول: (مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة، خير من عمل أحدنا جميع عمره، وإن طال) [مناقب أبي حنيفة للمكي 76].
(4) وقال: (ونقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين) [الوصية مع شرحها 14].
(5) وقال: (افضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بذكر جميل) [النور اللامع ق119 - ب].
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:
(1) قال الإمام أبو حنيفة: (أصحاب الأهواء بالبصرة كثير، ودخلتها عشرين مرة ونيفا، وربما أقمت بها سنة أو أكثر أو أقل ظانا أن علم الكلام أجل العلوم) [مناقب أبي حنيفة للكردي 137].
(2) وقال: (كنت أنظر في الكلام حتى بلغت مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأة فقالت: رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول، فأمرتها أن تسأل حمادا ثم ترجع فتخبرني، فسألت حمادا، فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج، فرجعت فأخبرتني، فقلت: لا حاجة لي في الكلام، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد) [تاريخ بغداد 13/ 333].
(3) وقال: (لعن الله عمرو بن عبيد، فإنه أحدث للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم في الكلام) [ذم الكلام للهروي 28 - 31].
(4) وقال حماد بن أبي حنيفة: (دخل علي أبي رحمه الله يوما وعندي جماعة من أصحاب الكلام، ونحن نتناظر في باب، قد علت أصواتنا، فلما سمعت حسه في الدار خرجت إليه، فقال لي: يا حماد من عندك؟ قلت: فلان وفلان وفلان، سميت من كان عندي، قال: وفيم انتم؟ قلت: في باب كذا وكذا، فقال لي: يا حماد دع الكلام، قال ولم أعهد أبي صاحب تخليط ولا ممن يأمر بالشيء ثم ينهي عنه، فقلن له: يا أبت ألست كنت تأمرني به؟! قال: بلى يا بني وأنا اليوم أنهاك عنه، قلت: ولم ذاك؟! فقال: يا بني إن هؤلاء المختلفين في ابواب من الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والاختلاف فتباينوا …) [مناقب أبي حنيفة للمكي 183 - 184].
¥