3 - وأورد الذهبي عن المزني قال: ((قلت)) إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي فصرت إليه وهو في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه قلت هجس في ضميري مسألة في التوحيد فعلمت أن أحدا يعلم علمك فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: ((أتدري أين أنت؟)) قلت: نعم. قال: ((هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك؟)) قلت: لا قال: ((هل تكلم فيه الصحابة)) قلت: لا. قال: ((تدري كم نجما في السماء؟)). قلت: لا. قال: ((فكوكب منها تعرف جنسه طلوعه أفوله مم خلق؟)). قلت: لا. قال: ((فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟)) ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه فقال: ((تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى قول الله تعالى: [وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السموات والأرض] فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف علم مالم يبلغه عقلك))
4 - وأخرج ابن عبد البر عن يونس بن عبد الأعلى قال: سمعت الشافعي يقول: ((إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى أو الشيء غير الشيء فاشهد عليه بالزندقة))
5 - وقال الشافعي في كتابه الرسالة: ((الحمد لله. . الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به خلقه))
6 - وأورد الذهبي في السير عن الشافعي أنه قال: ((نثبت هذه الصفات التي جاء بها القران ووردت بها السنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه فقال: [ليس كمثله شيء]
7 - وأخرج ابن عبد البر عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول في قول الله عز وجل: [كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون]: ((أعلمنا بذلك أن ثم قوما غير محجوبين ينظرون إليه لا يضامون في رؤيته))
8 - وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان قال: حضرت محمد بن إدريس الشافعي جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول في قوله تعالى: [كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون]. قال الشافعي: ((فلما أن حجبوا هؤلاء في السخط كان هذا دليلا على أنهم يرونه في الرضا)) قال الربيع: قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: ((نعم وبه أدين الله)).
9 - وأخرج ابن عبد البر عن الجارودي قال ذكر عند الشافعي إبراهيم بن إسماعيل بن عليه فقال: ((أنا مخالف له في كل شيء وفي قول لا إله إلا الله لست أقول كما يقول أنا أقول لا إله إلا الله الذي كلم موسى عليه السلام تكليما من وراء حجاب وذاك يقول لا إله إلا الله الذي خلق كلاما أسمعه موسى من وراء حجاب)).
10 - وأخرج اللالكائي عن الربيع بن سليمان قال الشافعي: ((من قال القرآن مخلوق فهو كافر))
11 - وأخرج البيهقي عن أبي محمد الزبير قال: قال رجل للشافعي أخبرني عن القرآن خالق هو؟
قال الشافعي: ((اللهم لا)) قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: ((اللهم لا)) قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: ((اللهم نعم)).
قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: ((تقر بأن القرآن كلام الله؟))
قال: نعم. قال الشافعي: ((سبقت في هذه الكلمة قال الله تعالى ذكره: [وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام] [وكلم الله موسى تكليما] قال الشافعي: ((فتقر بأن الله كان وكان كلامه؟ أو كان الله ولم يكن كلامه؟)) فقال الرجل: بل كان الله وكان كلامه.
قال: فتبسم الشافعي وقال: ((يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرون بأن الله كان قبل القبل وكان كلامه فمن أين لكم الكلام: (إن الكلام الله أو سوى الله أو غير الله أو دون الله)
قال فسكت الرجل وخرج)).
¥