تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((وفرض على الوجه)): السجود لله بالليل والنهار ومواقيت الصلاة فقال في ذلك: [يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون] وقال: [وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا] يعني بالمساجد: ما يسجد عليه ابن آدم في صلاته من الجبهة وغيرها

قال: فذلك ما فرض الله على هذه الجوارح وسمى الطهور والصلوات إيمانا في كتابه وذلك حين صرف الله تعالى وجه نبيه صلى الله عليه وسلم من الصلاة إلى البيت المقدس وأمره بالصلاة إلى الكعبة وكان المسلمون قد صلوا إلى بيت المقدس ستة عشرا شهرا فقالوا يا رسول أرأيت صلاتنا التي كنا نصليها إلى بيت المقدس ما حالها وحالنا؟ فأنزل الله تعالى: [وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم] فسمى الصلاة إيمانا فمن لقي الله حافظا لصلواته حافظا لجوارحه مؤديا بكل جارحة من جوارحه ما أمر الله به وفرض عليها - لقي الله مستكمل الإيمان من أهل الجنة ومن كان لشيء منها تاركا متعمدا مما أمر الله به - لقي الله ناقص الإيمان)). قال: وقد عرفت نقصانه وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟

قال الشافعي: ((قال الله جل ذكره: [وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون] وقال: [إنهم فتية آمنوا برهم وزدناهم هدى]

قال الشافعي: ولو كان هذا الإيمان كله واحدا لا نقصان فيه ولا زيادة - لم يكن لأحد فيه فضل واستوى الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله (في الجنة) وبالنقصان من الإيمان دخل المفرطون النار

قال الشافعي: إن الله جل وعز سابق بين عباده كما سوبق بين الخيل يوم الرهان ثم إنهم على درجاتهم من سبق عليه فجعل كل امرىء على درجة سبقه لا ينقصه فيه حقه ولا يقدم مسبوق على سابق ولا مفضول على فاضل وبذلك فضل أول هذه الأمة على آخرها ولو لم يكن لمن سبق إلى الإيمان فضل على من أبطأ عنه - للحق آخر هذه الأمة بأولها.

د - قوله في الصحابة:

1 - أورد البيهقي عن الشافعي أنه قال: ((أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل وسيق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم فرحمهم الله وهنأهم بما أتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين فهم أدوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وغقل وأمر استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا والله أعلم)).

2 - وأخرج البيهقي عن ربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول في التفضيل: ((أبوبكر وعمر ثم عثمان وعلي))

3 - وأخرج البيهقي عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: ((أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي - رضي الله عنهم -))

4 - واخرج البيهقي عن يوسف بن يحيى البويطي قال: سألت الشافعي أأصلي خلف الرافضي؟ قال: ((لا تصل خلف الرافضي ولا القدري ولا المرجىء)) قلت: صفهم لنا. قال: ((من قال: الإيمان قول فهو مرجىء ومن قال إن أبابكر وعمر ليسا بإمامين فهو رافضي ومن جعل المشيئة إلى نفسه فهو قدري))

هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين:

1 - أخرج الهروي عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: ((. . . لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية لأنه ليس من العلم))

2 - وأخرج الهروي عن الحسن الزعفراني قال: سمعت الشافعي يقول: ((ما ناظرت أحدا في الكلام إلا مرة وأنا أستغفر الله من ذلك)).

3 - و أخرج الهروي عن الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: ((لو أردت أن أضع على كل مخالف كتابا كبيرا لفعلت ولكن ليس الكلام من شأني ولا أحب أن ينسب إلي منه شيء)).

4 - وأخرج بن بطة عن أبي ثور قال: قال لي الشافعي: ((ما رأيت أحدا ارتدى شيئا من الكلام فأفلح)).

5 - وأخرج الهروي عنيونس المصري قال: قال الشافعي: ((لأن يبتلي الله المرء بكل مانهى الله عنه خلا الشرك بالله خير من أن يبتليه بالكلام)).

فهذه أقوال الإمام الشافعي - رحمه الله - في مسائل أصول الدين وهذا موقفه من علم الكلام.


نقلا عن كتاب (اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث) جمع / د. محمد بن عبد الرحمن الخميس

الموضوع الاصلي هنا ( http://www.tunisia-web.com/vb/t43574.html)
ركن عقيدة اهل السنة و الجماعة ( http://www.tunisia-web.com/vb/382/)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير