تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة , وأن غير المؤمنة لا يصح التكفير بها بخبر معاوية بن الحكم , وأنه أراد أن يعتق الجارية السوداء لكفارة , وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إعتاقه إياها فامتحنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم لها: من أنا؟ فأشارت إليه وإلى السماء يعني أنك رسول الله الذي في السماء فقال صلى الله عليه وسلم: أعتقها فإنها مؤمنة. فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية. وإنما احتج الشافعي رحمة الله عليه على المخالفين في قولهم بجواز إعتاق الرقبة الكافرة بهذا الخبر، لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه، وفوق سبع سماواته على عرشه، كما معتقد المسلمين من أهل السنة والجماعة، سلفهم وخلفهم، إذ كان رحمه الله لا يروي خبرا صحيحا ثم لا يقول به. وقد أخبرنا الحاكم أبو عبد الله رحمه الله قال أنبأنا الإمام أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه قال حدثنا إبراهيم بن محمود قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي رحمه يقول: إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب. قال الحاكم رحمه الله سمعت أبا الوليد غير مرة يقول: حدثت عن الزعفراني أن الشافعي رحمه الله روى يوما حديثا فقال السائل: يا أبا عبد الله تقول به؟ قال: تراني في بيعة أوكنيسة! ترى علي زي الكفار! هو ذا تراني في مسجد المسلمين علي زي المسلمين مستقبل قبلتهم أروي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا أقول به!!.

قال أبو عثمان والفرق بين أهل السنة وأهل البدعة أنهم إذا سمعوا خبرا في الصفات ردوه أصلا، ولم يقبلوه أو. . . - كلمة غير واضحة - للظاهر ثم تأولوه بتأويل يقصدون به رفع الخبر من أصله وإبطال. . . -كلمة غير واضحة -. . . . . . . . . . . . . . . . - بياض مقدار سطر - عقولهم وآرائهم فيه ويعلمون حقا يقينا أن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى ما قاله إذ هو كان أعرف بالرب جل جلاله من غيره، ولم يقل فيه إلا حقا وصدقا ووحيا، قال الله عز وجل: (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى). قال الزهري إمام الأئمة وغيره من علماء الأمة رضي الله عنه: على الله البيان وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم.وروى يونس بن عبد الصمد بن معقل عن أن الجعد بن درهم قدم على وهب بن منبه يسأله عن صفات الله تعالى فقال ويلك يا جعد، بعض المسألة، إني لأظنك من الهالكين، يا جعد لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يدا وعينا ووجها لما قلنا ذلك، فاتق الله. ثم لم يلبث جعد أن قتل وصلب وخطب خالد بن عبد الله القسري يوم الأضحى بالبصرة، فقال في آخر خطبته: انصرفوا إلى منازلكم، وضحوا بارك الله لكم في ضحاياكم فإني مضح اليوم بالجعد بن درهم فإنه يقول: لم يتخذ الله إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما. سبحانه وتعالى عما يقول الجعد علوا كبيرا - ونزل عن المنبر فبحه بيده وأمر بصلبه.

[عقيدتهم بنزول الرب سبحانه ومجيئه]

ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله. وكذلك يثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) وقوله عز اسمه: (وجاء ربك والملك صفأ صفا). وقرأت في رسالة الشيخ أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) وقال: (وجاء ربك والملك صفا صفا) ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه إذ كنا قد أمرنا به في قوله عز وجل: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير