[تقرير عن أعمال الملتقى الثالث للقرآن الكريم]
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[تقرير عن أعمال الملتقى الثالث للقرآن الكريم]
في إطار الاحتفاء بالقرآن الكريم، نظم المجلس العلمي المحلي بمكناس الملتقى الثالث للقرآن الكريم في موضوع: " النص القرآني: القراءة والتأويل"، تحت شعار: " أفلا يتدبرون القرآن؟ " أيام 09/ 10/11 جمادى الأولى 1428هـ. الموافق ل: 26/ 27/28 ماي 2007م. بقاعة ملحقة الإسماعيلية – الهديم- والمسجد الأعظم. وقد عرفت هذه التظاهرة العلمية مشاركة ثلة من العلماء والأساتذة الجامعيين والقراء المتميزين على المستوى المحلي والوطني، وتابع أشغالها جمهور من الأساتذة والخطباء والمرشدين وطلبة العلم وعموم المواطنين.
وتوزعت أعمال الملتقى – بالإضافة إلى الجلسة الافتتاحية- على ثلاث ندوات، ومحاضرتين، وصبحية وأمسية قرآنيتين.
وكان الافتتاح الذي حضره السيد المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة مكناس تافيلالت، بمحاضرة للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بمكناس الدكتور فريد الأنصاري، أكد فيها أن هذا الملتقى جاء احتفاء بالقرآن الكريم، وتشجيعا للناس على الاشتغال به، وتنبيها إلى مركزيته في العمل الإصلاحي، وبين أن وظيفة القرآن الكريم هو إحياء الأمة، وأن الاشتغال بالقرآن ولو في أدنى مستوياته يؤثر في حياة المسلمين، وينبت الخير في النفوس، ويقضي على الشرور فيها. ودعا إلى التداول الاجتماعي للقرآن الكريم، تعلما وتعليما.
وفي الفترة المسائية من يوم السبت 26ماي 2007 كانت الندوة الأولى في محور: قراءة النص القرآني: المفهوم والقضايا، تناول فيها المشاركون قضايا الخطاب القرآني بين حسن الفهم والاجتهاد في التطبيق، حيث ركز د عمر جدية على ضرورة التمكن من اللغة العربية وعلوم القرآن ومقاصد الشريعة ليستقيم الفهم، وركز على ضرورة فقه الواقع ومراعاة مآلات الأفعال أثناءتطبيق النص على الواقع.
وتناول الدكتور عبد الرحمن بودراع في موضوعه مفهوم السياق ضرورة الاستفادة من مناهج البحث الحديثة، بعد استصلاحها والإبقاء على الجوانب العلمية مجردة عن الإديولوجية، مؤكدا أن اللسانيات الحديثة تقدم منهجا متكاملا في فهم النص ومقاصد المتكلم، ومن ذلك مفهوم السياق بما هو بيئة لغوية وتداولية عامة، وباعتباره إطارا للفهم العام للخطاب القرآني، واضعا شروط إعماله في التفسير، والتي حددها في: ضرورة مراعاة اللغة المتداولة في عصر التنزيل بعيدا عن تغير دلالات الألفظ الذي حدث فيما بعد، ومجاوزة مدلول الكلمة إلى مركب الكلام بما يتيح لنا الوقوف على معنى اللفظة في السياق العام للكلام، ثم تتبع الكلمة القرآنية في مواردها المختلفة، كما تجلى ذلك في تفسير القرآن بالقرآن.
فيما تحدث د آيت سعيد الحسين عن قضايا قرآنية في قوله تعالى:" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". بين فيها أن هذا القرآن يهدي للتي هي أحسن في بناء الإنسان وتكوينه، ويهدي للتي هي أقوم في الصدع بالحق، ويهدي للتي هي أقوم في الأخلاق والمعاملات.
وفي صبحية الأحد 27ماي 2007 كانت الندوة الثانية في محور: اتجاهات ومناهج تأويل النص القرآني: رؤية نقدية. تناول فيها المتدخلون بالدراسة والنقد مناهج القراءات الجديدة للقرآن الكريم، وهكذا تحدث د سعيد شبار عن الخلفيات الموجهة للقراءات الجديدة للقرآن بين فيها أن أصحاب القراءات الجديدة تحكمهم خلفيات فكرية وإيديولوجية في قراءتهم للنص القرآني منها أن الحقيقة الدينية واحدة عند جميع الأديان، وأن ما أصاب الكتب المقدسة من تحريف مصيب القرآن الكريم. وأن هناك من يريد أن ينزع القداسة عن النص القرآني ليبقى نصا كباقي النصوص الأدبية من شعر ونثر. أما مصدر هذه المقولة فلخصها في ثلاثة مصادر:
- حركة النقد التي تعرضت لها الكتب المقدسة في الغرب، ورائد ذلك اسبنوزا الذي استطاع أن يقدم نقدا قويا لكتب العهدين القديم والجديد، فنزع القدسية عن هذه الكتب، وأصبح كل شيء قابل للتجربة. وهذا ما يحاوله بعض المفكرين العرب.
- الرؤية الاستشراقية التي ركزت على التشكيك في مصادر القرآن وأنه منقول عن الكتب اليهودية والنصرانية.
- مدرسة الحداثة وما بعد الحداثة التي قدمت رؤية قوية في تأويل النصوص، ودعت إلى أنسنة النص الديني.
¥