تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سؤال هام حول حكم سب الله تعالى]

ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[02 - 12 - 09, 12:00 ص]ـ

السلام عليكم

رجل سب الذات الإلهيّة وهو يعلم أنّه قد كفر بفعله ويريد التوبة فهل يشترط في التوبة التلفّظ بالشهادتين والغسل أم فقط الاستغفار؟

أرجو بسط المسألة مع الأقوال والأدلّة إن وجدت

وبارك الله فيكم

ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[02 - 12 - 09, 06:55 ص]ـ

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ

في حاشية الروض المربع – باب حكم المرتد 7/ 407

ولا تقبل" في الدنيا "توبة من سب الله" تعالى "أو" سب "رسوله" سبا صريحا أو تنقصه "ولا" توبة "من تكررت ردته" ولا توبة زنديق وهو المنافق الذي يظهر الإسلام ويخفي الكفر بل يقتل بكل حال لأن هذه الأشياء تدل على فساد عقيدته وقلة مبالاته بالإسلام ويصح إسلام مميز يعقله وردته لكن لا يقتل حتى يستتاب بعد البلوغ ثلاثة أيام.

وتوبة المرتد إسلامه "و" توبة " كل كافر إسلامه بأن يشهد" المرتد أو الكافر الأصلي "أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله" لحديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكنيسة فإذا هو بيهودي يقرأ عليهم التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأمته فقال هذه صفتك وصفة أمتك أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "آووا أخاكم" رواه أحمد "ومن كان كفره بجحد فرض ونحوه" كتحليل حرام أو تحريم حلال أو جحد نبي أو كتاب أو رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى غير العرب "فتوبته" مع إتيانه بـ الشهادتين " إقراره بالمجحود به" من ذلك لأنه كذب الله سبحانه بما اعتقده من الجحد فلا بد من إسلامه من الإقرار بما جحده.

قال العلاَّمة ابن عثيمين رحمه الله: ثم اعلم أن العلماء اختلفوا فيمن سب الله أو رسوله أو كتابه: هل تقبل توبته؟ على قولين:

القول الأول: أنها لا تقبل، وهو المشهور عند الحنابلة، بل يقتل كافرا، ولا يصلى عليه، ولا يدعى له بالرحمة، ويدفن في محل بعيد عن قبور المسلمين، ولو قال: إنه تاب أو إنه أخطأ; لأنهم يقولون: إن هذه الردة أمرها عظيم، وكبير، لا تنفع فيها التوبة.

وقال بعض أهل العلم: إنها تقبل؛ إذا علمنا صدق توبته إلى الله، وأقر على نفسه بالخطأ، ووصف الله تعالى بما يستحق من صفات التعظيم، وذلك لعموم الأدلة الدالة على قبول التوبة; كقوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً} [الزمر: من الآية53]، ومن الكفار من يسبون الله، ومع ذلك تقبل توبتهم. وهذا هو الصحيح، إلا أن سابَّ الرسول صلى الله عليه وسلم تقبل توبته ويجب قتله، بخلاف من سب الله; فإنها تقبل توبته ولا يقتل، لا لأن حق الله دون حق الرسول صلى الله عليه وسلم، بل لأن الله أخبرنا بعفوه عن حقه إذا تاب العبد إليه؛ بأنه يغفر الذنوب جميعا.

القول المفيد 2/ 268

فحاصل الكلام الذي تقدَّم أن سبَّ الذت الإلهية من أعظم الردة عن الإسلام، ولذا يُعامل التائب من هذا الذنب معاملة المرتد عن الإسلام في حال توبته بأن يشهد الشهادتين ويدخل في الإسلام من جديد.

والله أعلم

ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[02 - 12 - 09, 08:42 ص]ـ

وتتميما لما قاله الأخ سلطان

وعند الحنابلة إذا قال المرتد: أنا مسلم أو أسلمت أن ذلك توبة ويكفيه عن النطق بالشهادتين لحديث المقداد أنه قال: " يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلنى فضرب إحدى يدى بالسيف، فقطعها ثم لاذ منى بشجرة فقال: أسلمت, أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها? قال: لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله, و إنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التى قالها " رواه مسلم.

ولما جاء عن عمران بن حصين قال: " أصاب المسلمون رجلا من بنى عقيل فأتوا به النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنى مسلم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت قلت وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح " رواه أيضا مسلم.

لكن قال ابن قدامة: ويحتمل أن هذا في الكافر الأصلي أو من جحد الوحدانية أما من كفر بجحد نبي أو كتاب أو فريضة ونحوها فلا يصير مسلما بذلك لأنه ربما اعتقد أن الاسلام ما هو عليه فإن أهل البدع كلهم يعتقدون أنهم هم المسلمون ومنهم من هو كافر. انتهى كلامه.

أما الغسل فليس من شروط صحة توبته وهو أمر مستقل.

وقد ذهب المالكية والحنابلة إلى القول بوجوبه لحديث أبي هريرة في قصة إسلام ثمامة بن أثال ففي الصحيحين أنه اغتسل وفي مسند أحمد وسنن البيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بالغسل. وقد صحح الشيخ الألباني إسناد البيهقي، ومن أدلتهم حديث قيس بن عاصم وهو صريح في أمر النبي صلى الله عليه وسلم له بالاغتسال. رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي. وصححه الشيخ الألباني.

وذهب الحنفية والشافعية إلى استحباب الغسل، لكثرة من دخل الإسلام ومع ذلك لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالغسل. وكلا القولين وجيه، والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير