أي من عمل بما أمره الله به وترك ما نهاه الله عنه ورسوله فإن الله عز وجل يسكنه دار كرامته ويجعله مرافقا للأنبياء ثم لمن بعدهم في الرتبة وهم الصديقون ثم الشهداء والصالحون الذين صلحت سرائرهم وعلانيتهم. 1/ 693
لذلك عندما سأله رسول الله صلى الله علية وسلم عن حاجته لكي يكافئة على علمه.
طلب منه رضي الله عنة الثوب الذي من أجله قام بخدمته صلى الله علية وسلم.
ألا وهو مرافقته في الجنة فسأل رسول الله صلى الله علية وسلم الشفاعة له عند الله ليرافقه في الجنة
فقد أخرج الإمام أحمد في مسندة برقم: 16120 - عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم عن خادم للنبي صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة: قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم ألك حاجة قال حتى كان ذات يوم فقال يا رسول الله حاجتي قال وما حاجتك قال حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة قال ومن دلك على هذا قال ربي قال أما لا فأعني بكثرة السجود.
قال الزين العراقي: رجاله رجال الصحيح فيض القدير 5/ 180
قال صاحب مجمع الزوائد رقم 3503 ج2 ص515: ورجاله رجال الصحيح
الصحيحة 2102
وعلق علية شعيب الأرنؤوط:
إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن أبي زياد - واسمه ميسرة وهو مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي - فمن رجال مسلم
قال تعالى في الشفاعة ولمن تكون:
(يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) (طه: 109)
قال الإمام إبن كثير في تفسيرة لهذه الأية:
يقول تعالى: {يومئذ} أي يوم القيامة {لا تنفع الشفاعة} أي عنده {إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا} كقوله: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وقوله: {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} وقال: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} وقال: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} وقال: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} وفي الصحيحين من غير وجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم وأكرم الخلائق على الله عز وجل أنه قال [آتي تحت العرش وأخر لله ساجدا ويفتح علي بمحامد لا أحصيها الان فيدعني ما شاء أن يدعني ثم يقول: يا محمد ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع ـ فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود]
فرسول الله صلى الله علية وسلم هو الذي يشفع لأمته
فعلى هذا كان سؤال ربيعة بن كعب لرسول الله صلى علية وسلم أن يشفع له يوم القيامة لمرافقته في الجنة
وكما هو معلوم فلابد أن يرضى الله عن الشافع والمشفوع.
فالشفاع هو رسول الله صلى الله علية وسلم والمشفوع هو ربيعة بن كعب
فلذلك حثه رسو ل الله صلى الله علية وسلم على كثرة السجود إذ أنه من الأعمال التي تدخل الجنة
فقد جاء عن
225 - (488) معدان بن أبي طلحة اليعمري قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال قلت بأحب الأعمال إلى الله فسكت ثم سألته فسكت ثم سألته الثالثة فقال سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة قال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال لي ثوبان.
فربيعة رضي الله عنة سأل رسول الله صلى الله علية وسلم فيما خص به الله رسوله عن سائر البشر
فبهذا علم أنه لم يسأله فيما لايقدر علية إلا الله بل فيما يقدر علية رسول الله لما خص به.
وربيعة سلك مسلكاً شرعياً في الأخذ بالأسباب الشريعة في سؤاله لرسول الله صلى الله علية وسلم مرافقته في الجنة فلو سأل بشراً اخرين لم يكن مسلكه شرعي إذ أنهم لايتمتعون بما أنعم الله على رسوله صلى الله علية وسلم من الشفاعة لأمته. والله أعلم
كتبة
ماجد عمر بايعقوب باعشن
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 06:54 م]ـ
لا يفضُضِ الله الكريمُ فاكا=ومن صنوفِ بدعةٍ عافاكا
ومن أذى دعاتِها أنجاكا=ومن عطائه السَّني أرضاكا
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[04 - 12 - 09, 08:17 م]ـ
آمين وإياك
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا
ـ[السدوسي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 11:56 ص]ـ
الروايات يفسر بعضها بعضا فرواية أحمد تفسر رواية مسلم.
ومثله ماجاء في الصحيح لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ
وهي من حجج الصوفية
لكن رواية أحمد توضح المراد لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ