تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لمذا نحبّ النبي صلى الله عليه وسلم؟

ـ[سمير محمود]ــــــــ[10 - 12 - 09, 02:39 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

يا إخواني!

هناك طالب العلم يقول إنّا لا نحبّ النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا لأنه نبي وهو يعني أن المسلمين يحبون نبيهم لأنّه نبي ولا نحبه لذاته, ولولا نبوته ما كنّا نحبه.

وهل يصح هذا القول؟

ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[10 - 12 - 09, 04:27 م]ـ

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

لحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ

من المعلوم والمقرر أن المحبَّة الحقيقية لرسول الله e هي المحبَّة الشرعية الإرادية الاختيارية، والتي هي عملٌ من أعمال القلوب، لا أن نكتفي بالمحبَّة الفطرية البشرية كما كان أبو طالبٍ في محبَّته للنبي e ؛ لأنها كانت محبَّة قرابة وحميَّة.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - في مجموع الفتاوى 10/ 649 (وليس للخلْقِ محبةٌ أعظمَ ولا أتمَّ من محبَّة المؤمنين لربهم، وليس في الوجود ما يستحقُ أن يُحَبَّ لذاته من كل وجهٍ إلاَّ الله تعالى، وكل ما يُحَبُّ سواه فمحبَّته تبعٌ لحُبِّه؛ فإنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام إنَّما يُحَبُّ لأجل الله ويُطاعَ لأجل الله ويُتَّبع لأجل الله ... ) أ – هـ

فلا أحد يُحبُّ لذاته إلاَّ ربُّ العالمين سبحانه وتعالى ..

ثمَّ نخلُصُ إلى دواعي محبَّة الرسول e ومنها:

1 - أن حُبَّ النبي e تابعٌ لحب الله تعالى.

2 - لكمال رأفته ورحمته بأُمَّته وحرصه على هدايتها ..

3 - ما خصَّه الله به من كريم الخصال ورفيع الأخلاق مما ميَّزه على سائر الخلْق أجمعين.

هذه بعضها، فتكون المحبَّة الحقيقية النافعة هي المحبَّة الشرعية كما مرَّ معنا، لا أن تكون المحبَّةُ الفطريَّة لوحدها كما كان ذلك من بعض قرابته e .

وهو e بشرٌ من البشر ميَّزهُ الله بصفاتٍ ومزايا بشريَّة جعلتهُ محبوباً قبل نبوَّته ومبعثه كطيب أخلاقه وكريم معْشَرِهِ وصدقه وأمانته بأبي هو وأُمي، فلمّا بُعِثَ كانت المحبَّةُ شرعية وهي المُقدَّمة دون غيرها من المحابِّ البشرية والفطريَّة.

بعض ما ذكرته منقولٌ باختصارٍ وتصرُّفٍ يسير من رسالة ماجستير بعنوان:

محبَّة الرسول e بين الاتبَّاع والابتداع

تأليف فضيلة شيخنا الدكتور / عبد الرؤوف محمد عثمان

وتقديم العلاَّمة الدكتور / سفر الحوالي ..

حفظهمُ الله جميعاً

والله تعالى أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير