[هل لأسم " المهدي " وجود في السنة؟]
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[11 - 12 - 09, 01:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
هل ورد أسم (المهدي) أو (المهدي المنتظر) في كتب السنن؟
اقصد كمسمى فقط (المهدي) أم انه فقط هو محمد بن عبد الله؟
و هل ثبت بدليل قطعي أنه من ذرية أل البيت؟
و جزاكم الله عنا الف خير،
ـ[أم محمد]ــــــــ[11 - 12 - 09, 03:03 م]ـ
عقيدة أهل السنة والاثر في المهدي المنتظر
نقلاً عن مجلة الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة في عددها الثالث من سنتها الاولى، ملخصاً لمحاضرة بعنوان «عقيدة أهل السنة والاثر في المهدي المنتظر» للشيخ عبد المحسن العباد
أخبر الرسول (صلى الله عليه وآله) امته عن الامم الماضية بأخبار لابد من التصديق بها، وأنها وقعت وفق خبره (صلى الله عليه وآله)، كما أخبر عن أمور مستقبلة لابد من التصديق بها، والاعتقاد أنها ستقع على وفق ما جاء عنه (صلى الله عليه وآله) وما من شيء يقرب إلى اللّه إلاّ وقد دلّ الامة عليه. ورغّبها فيه، وما من شر إلاّ حذّرها منه.
إن من بين الامور المستقبلة التي تجري في آخر الزمان، عند نزول عيسى بن مريم (عليه السلام) من السماء، هو خروج رجل من أهل بيت النبوة من ولد علي بن أبي طالب، يوافق اسمه اسم الرسول (صلى الله عليه وآله) ويقال له المهدي، يتولى إمرة المسلمين، ويصلي عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، وذلك لدلالة الاحاديث المستفيضة عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، التي تلقتها الامة بالقبول، واعتقدت موجبها إلاّ من شذ.
وسيكون الكلام حول هذا الموضوع لامرين:
الاول: أن الاحاديث الواردة في المهدي لم ترد في الصحيحين على وجه التفصيل، بل جاءت مجملة، وقد وردت في غيرهما مفسرة لما فيهما، فقد يظن ظان أن ذلك يقلل من شأنهما، وذلك خطا واضح، فالصحيح بل الحسن في غير الصحيحين مقبول معتمد عند اهل الحديث.
الثاني: أن بعض الكتّاب في هذا العصر أقدم على الطعن في الاحاديث الواردة في المهدي بغير علم، بل جهلاً أو تقليداً لاحد لم يكن من أهل العناية بالحديث. وقد اطلعت على تعليق لعبد الرحمن محمد عثمان على كتاب تحفة الاحوذي، الذي طبع أخيراً في مصر.
قال في الجزء السادس في باب ماجاء في الخلفاء في تعليقه: «يرى الكثيرون من العلماء أن كل ما ورد من أحاديث عن المهدي، إنما هو موضع شك، وأنها لا تصح عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، بل إنها من وضع الشيعة».
وقال معلقاً بشأن المهدي في باب ماجاء في تقارب الزمن وقصر الامل في الجزء المذكور: «ويرى الكثيرون من العلماء الثقاة الاثبات أن ما ورد في أحاديث خاصة بالمهدي ليست إلاّ من وضع الباطنية والشيعة واضرابهم، وأنها لا تصح نسبتها الى الرسول (صلى الله عليه وآله)».
بل لقد تجرأ بعضهم إلى ما هو أكثر من ذلك، فنجد محيي الدين عبد الحميد في تعليقته على الحاوي للفتاوي للسيوطي، يقول في آخر جزء في العرف الوردي في أخبار المهدي (ص 166) من الجزء الثاني: «يرى بعض الباحثين أن كل ما ورد عن المهدي وعن الدجال من الاسرائيليات».
لهذين الامرين، ولكون الواجب على كل مسلم ناصح لنفسه ألاّ يتردد في تصديق الرسول (صلى الله عليه وآله) فيما يخبر به، رأيت أن يكون الكلام حول هذا الامر كما قلت، تحت عنوان عقيدة اهل السنة والاثر في المهدي المنتظر.
ولكي نكون على علم مقدماً بعناصر الموضوع، أسوقها لكم فيما يلي:
الاول: ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).
الثاني: ذكء أسماء الائمة الذين أخرجوا الاحاديث والاثار الواردة في المهدي في كتبهم.
الثالث: ذكر الذين أفردوا مسألة المهدي بالتأليف من العلماء.
الرابع: ذكر الذين حكوا تواتر أحاديث المهدي، وحكاية كلامهم في ذلك.
الخامس: ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الاحاديث التي لها تعلق بشأن المهدي.
السادس: ذكر بعض الاحاديث في شأن المهدي الواردة في غير الصحيحين، مع الكلام عن أسانيد بعضها.
السابع: ذكر بعض العلماء الذين احتجوا بأحاديث المهدي، واعتقدوا موجبها، وحكاية كلامهم في ذلك.
الثامن: ذكر من وقفت عليه ممن حكي عنه إنكار أحاديث المهدي، أو التردد فيها، مع مناقشة كلامه باختصار.
¥