2 ـ محمد البرزنجي المتوفى سنة ثلاث بعد المئة والالف في كتابه الاشاعة لاشراط الساعة. قال: «الباب الثالث في الاشراط العظام والامارات القريبة التي تعقبها الساعة، وهي أيضاً كثيرة، فمنها المهدي، وهو أولها. واعلم أن الاحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر» إلى أن قال: «ثم الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة أنه من ولد فاطمة» إلى أن قال: «قد علمت أن أحاديث وجود المهدي وخروجه آخر الزمان، وأنه من عترة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من ولد فاطمة، بلغت حد التواتر المعنوي، فلا معنى لانكارها».
وقال في ختام كتابه المذكور، بعد الاشارة إلى بعض أمور تجري في آخر الزمان: «وغاية ما ثبت الاخبار الصحيحة الكثيرة الشهيرة، التي بلغت التواتر المعنوي، وجود الايات العظام التي فيها بل أولها خروج المهدي، وأنه يأتي في آخر الزمان من ولد فاطمة يملا الارض عدلاً كما ملئت ظلماً».
3 ـ الشيخ محمد السفاريني المتوفى سنة ثمان وثمانين بعد المئة والالف، في كتابه لوامع الانوار البهية. قال: «وقد كثرت بخروجه (يعني المهدي) الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي» وأورد الاحاديث في خروج المهدي، وأسماء بعض الصحابة الذين رووها، ثم قال: «وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم رضي اللّه عنهم بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم، ما يفيد مجموعه العلم القطعي، فالايمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة».
4 ـ القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة خمسين بعد المئتين والالف، وهو صاحب التفسير المشهور، ومؤلف نيل الاوطار. قال في كتابه التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح: «فالاحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف المتواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الاصول، وأما الاثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي، فهي كثيرة جداً، لها حكم الرفع ; إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك».
وقال في مسألة نزول المسيح (عليه السلام): «فتقرر أن الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، والاحاديث الواردة في الدجال متواترة، والاحاديث الواردة في نزول عيسى (عليه السلام) متواترة».
5 ـ الشيخ صديق حسن القنوجي المتوفى سنة سبع بعد الثلاثمئة والالف. قال في كتابه الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة: «والاحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جداً، تبلغ حد التواتر المعنوي، وهي في السنن وغيرها من دواوين الاسلام من المعاجم والمسانيد» إلى أن قال: «لاشك أن المهدي يخرج في آخر الزمان من غير تعيين شهر ولا عام، لما تواتر من الاخبار في الباب، واتفق عليه جمهور الامة خلفاً عن سلف، إلاّ من لا يعتد بخلافه» إلى أن قال: «فلا معنى للريب في أمر ذلك الفاطمي الموعود المنتظر، المدلول عليه بالادلة، بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفيضة المشهورة، البالغة الى حد التواتر».
6 ـ الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة خمس وأربعين بعد الثلاثمئة والالف. قال في كتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر: «وقد ذكروا أن نزول سيدنا عيسى (عليه السلام) ثابت بالكتاب والسنة والاجماع» ثم قال: «والحاصل أن الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة، وكذا الواردة في الدجال، وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم (عليه السلام)».
الخامس: ذكر بعض ما ورد في الصحيحين من الاحاديث مما له تعلق بشأن المهدي:
1 ـ روي البخاري في باب نزول عيسى بن مريم عن أبي هريرة قال: «قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم؟».
2 ـ وروى مسلم في كتاب الايمان من صحيحه عن أبي هريرة مثل حديثه عن البخاري ; ورواه أيضاً عن أبي هريرة بلفظ: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمكم منكم؟»، وفيه تفسير ابن أبي ذئب راوي الحديث لقوله: «وامكم منكم»، بقوله: «فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم (صلى الله عليه وآله)».
¥