تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ أبو جعفر العقيلي المتوفى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة: «إن في المهدي أحاديث جياداً». قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، في ترجمة علي بن نفيل بن زارع النهدي: «قلت: ذكره العقيلي في كتابه، وقال: لا يتابع على حديثه في المهدي، ولا يعرف إلاّ به». قال: «وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه».

ويرى الامام ابن حبان البستي المتوفى سنة 354 أن الاحاديث الواردة في المهدي مخصصة لحديث: «لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده شر منه».

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، في الكلام على الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في كتاب الفتن: «إن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال: لا يأتي عليكم زمان إلاّ والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم». قال: «واستدل ابن حبان في صحيحه بأن الحديث ([1]) ليس على عمومه بالاحاديث الواردة في المهدي، وأنه يملا الارض عدلاً بعد أن ملئت ظلماً».

وقال الامام البيهقي المتوفى سنة 458 هـ، بعد كلامه على تضعيف «لامهدي إلاّ عيسى ابن مريم» قال: «والاحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح البتة إسناداً».

نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب، في ترجمة محمد بن خالد الجندي، راوي حديث «لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم»، ونقله عنه أيضاً ابن القيم في المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف.

وقال الامام محمد بن احمد بن أبي بكر القرطبي، صاحب التفسير المشهور المتوفى سنة 671 هـ، في كتابه التذكرة في أمور الاخرة، بعد ذكر حديث «ولا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم» قال: «إسناده ضعيف، والاحاديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث، فالحكم بها دونه»، وقال: «يحتمل أن يكون قوله (صلى الله عليه وآله): ولا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم، أي لا مهدي كاملاً إلاّ عيسى». قال: «وعلى هذا تجتمع الاحاديث ويرتفع التعارض».

نقل ذلك عنه السيوطي في آخر جزء من العرف الوردي في أخبار المهدي.

وقال ابن تيمية المتوفى سنة 728 في كتابه منهاج الأنة النبوية (4:211)، في التعليق على الحديث الذي رواه ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله): «يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي، وكنيته كنيتي، يملا الارض عدلاً كما ملئت جوراً، وذلك هو المهدي»: «إن الاحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث ابن مسعود وغيره، كقوله (صلى الله عليه وآله) في الحديث الذي رواه ابن مسعود: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم، لطول اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه رجل مني (أو من أهل بيتي) يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة، وفيه: المهدي من عترتي من ولد فاطمة، ورواه أبو داود من طريق أبي سعيد، وفيه: يملك الارض سبع سنين، ورواه عن علي (رضي الله عنه) أنه نظر إلى الحسن وقال: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق، يملا الارض قسطاً. وهذه الاحاديث غلط فيها طوائف، طائفة أنكروها، واحتجوا بحديث ابن ماجة أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم، وهذا الحديث ضعيف، وقد اعتمد أبو محمد بن الوليد البغدادي وغيره عليه، وليس مما يعتمد عليه، ورواه ابن ماجة عن يونس عن الشافعي، والشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقال له محمد بن خالد الجندي، وهو ممن لا يحتج به، وليس في مسند الشافعي، وقد قيل: إن الشافعي لم يسمعه من الجندي، وإن يونس لم يسمعه من الشافعي، وطائفة قالت: جده الحسين، وكنيته أبو عبد اللّه، فمعناه محمد بن أبي عبد اللّه، وجعلت الكنية اسماً، وممن سلك هذا ابن طلحة في كتابه الذي سماه غاية السول في مناقب الرسول».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير