تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أبو الحسن السمهودي المتوفى سنة 911 هـ: «ويتحصل مما ثبت في الاخبار عنه (أي المهدي) أنه من ولد فاطمة، في أبي داود أنه من ولد الحسن، والسر فيه ترك الحسن الخلافة للّه شفقة على الامة، فجعل القائم بالخلافة ـ الحق ـ عند شدة الحاجة وامتلاء الارض ظلماً من ولده، وهذه سنة اللّه في عباده أنه يعطي لمن ترك شيئاً من أجله أفضل مما ترك أو ذريته، وقد بالغ الحسن في ترك الخلافة». انتهى بواسطة نقل المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير للسيوطي.

وقال ابن حجر المكي المتوفى سنة 974 هـ في كتابه القول المختصر في علامات المهدي المنتظر: «الذي يتعين اعتقاده مادلت عليه الاحاديث الصحيحة من وجود المهدي المنتظر، الذي يخرج الدجال وعيسى خلفه، وأنه المراد حيث أُطلق المهدي». انتهى بواسطة نقل البرزنجي في الاشاعة لاشراط الساعة.

وقال الحافظ عماد الدين بن كثير (رحمه الله)، في كتاب الفتن والملاحم تحت عنوان في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان: «وهو أحد الخلفاء الراشدين الائمة المهديين».

وقال الترمذي: «حدثنا محمد جعفر حدثنا شعبة سمعت زيداً العمى سمعت الصديق الناجي يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي اللّه (صلى الله عليه وآله) فقال: إن في امتي المهدي، يخرج فيعيش خمساً أو سبعاً أو تسعاً (زيد الشاك). قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين. قال: يجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني. قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله. هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله). وأبو الصديق الناجي اسمه بكر بن عمرو، ويقال بكر بن قيس، وهذا دليل على أن أكثر مدته تسع، وأقلها خمس أو سبع، ولعله هو الخليفة الذي يحثي المال حثياً. واللّه أعلم. وفي زمانه تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدو راغم، والخير في أيامه دائم».

قال الامام أحمد: «حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال: كنا جلوساً عند عبد اللّه بن مسعود، وهو يقرئنا القرآن، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمان، هل سألتم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) كم يملك هذه الامة من خليفة؟ قال عبد اللّه: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم، ولقد سألنا رسول اللّه فقال: اثنا عشر كعدد نقباء بني إسرائيل».

وأصل الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة قال: «سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً، ثم تكلم النبي (صلى الله عليه وآله) بكلمة خفيت علي، فسألت أبي ماذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) قال: كلهم من قريش» وهذا لفظ مسلم، ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحاً يقيم الحق ويعدل فيهم.

وقال الشيخ عبد الرؤوف المناوي صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير، المتوفى سنة 1032 هـ، في كتابه المذكور: «وأخبار المهدي كثيرة شهيرة، أفردها غير واحد في التأليف» إلى أن قال: «أخبار المهدي لا يعارضها خبر: لا مهدي إلاّ عيسى ابن مريم ; لان المراد به، كما قال القرطبي، لا مهدي كاملاً إلاّ عيسى ابن مريم».

وقال المناوي عند حديث: «لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى بن مريم في آخرها، والمهدي في وسطها» «أراد بالوسط ما قبل الاخر، لان نزوله (عليه السلام) لقتل الدجال يكون في زمن المهدي، ويصلي عيسى خلفه، كما جاءت به الاخبار، وجزم به جمع من الاخيار» وذكر عند حديث: «منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه» أنه بعد نزوله يجيء فيجد الامام المهدي يريد الصلاة، فيتأخر ليتقدم، فيقدمه عيسى (عليه السلام) ويصلي خلفه. قال: «فأعظم به فضلاً وشرفاً لهذه الامة» ثم قال: «ولا ينافي ما ذكر في هذا الحديث ما اقتضاه بعض الاثار، من أن عيسى هو الامام المهدي، وجزم به السعد التفتازاني، وعلله بأفضليته ; لامكان الجمع بأن عيسى يقتدي بالمهدي أولاً ليظهر أنه نزل تابعاً لنبينا حاكماً بشرعه، ثم بعد ذلك يقتدي المهدي به على أصل القاعدة من اقتداء المفضول بالفاضل».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير