تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أسئلة عن كرامات الأولياء؟]

ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[12 - 12 - 09, 07:00 م]ـ

هل يمكن أن يكون للولي كرامة بعد موته أم هي مختصة بالحياة؟

هل يمكن أن تكون كرامة الولي باكتساب منه وتحت اختياره بإذن الله أم لا تكون إلا من الله بدون اختيار واكتساب من الولي؟

هل يمكن أن يحيي الولي الموتى بإذن الله؟

أحسن الله إليكم.

ـ[سلطان بن عبيد العَرَابي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 02:28 ص]ـ

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ

الكرامة هي: أمرٌ خارقٌ للعادة، يُظهره الله U على أيدي أوليائه.

وهي عند أهل السُّنَّة والجماعة يجوز وقوعها بما دون خوارق الأنبياء، وتختصُّ الكرامات بالأولياء الصَّالحين الموافقين للكتاب والسُّنَّة في أقوالهم وأفعالهم.

لكن ثمَّت ضوابط لهذه الكرامات، ينبغي أن تُراعى حتَّى لا يحصل اللَّبس والخَلْط، ومن ثَمَّ الانحراف، وهذه الضَّوابط كالتَّالي: ـ

1 ـ أن يكون صاحب الكرامة مؤمنًا تقيًّا.

2 ـ أن لا يدَّعي صاحبها الولاية؛ لأنَّ الولاية تزكية للنَّفس.

3 ـ أن لا تكون سببًا في ترك شيءٍ من الواجبات؛ لأنَّ الكرامة حصلت بسبب طاعة الله تعالى.

4 ـ أن لا تخالف أمرًا من أمور الدِّين، فلا يستبيح حرامًا بسببها أو ما شابه ذلك.

انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة للالكائي ـ قسم كرامات أولياء الله، مقدِّمة الدّكتور أحمد سعد ص34.

يقول البركوي في دمغة المبتدعين: ((ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله تعالى)). وفي هذا الكلام ردٌّ على غلاة الصوفيَّة الَّذين اتّخذوا من الكرامات ستارًا يخفون تحته شهواتهم الدّنيئة.

يقول شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة ـ رحمه الله ـ: ((وكرامات الصَّالحين تدلّ على صحّة الدِّين الَّذي جاء به الرَّسولُ e ، ولا تدلُّ على أَنَّ الوليّ معصوم)). مجموعة الرسائل لابن تَيْمِيَّة 4/ 151، وانظر: موقف ابن تَيْمِيَّة من التَّصوُّف والصوفيَّة ص227 ـ 237

وقد سُئلت اللجنة الدائمة هذا السؤال:

السؤال الرابع من الفتوى رقم (9027):

س4: هل للأولياء كرامة، وهل لهم أن يتصرفوا في عالم الملكوت في السماوات والأرض، وهل يشفعون وهم في البرزخ لأهل الدنيا أم لا؟

ج4: الكرامة: أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد عبد من عباده الصالحين حيا أو ميتا إكراما له فيدفع به عنه ضرا أو يحقق له نفعا أو ينصر به حقا، وذلك الأمر لا يملك العبد الصالح أن يأتي به إذا أراد كما أن النبي لا يملك أن يأتي بالمعجزة من عند نفسه، بل كل ذلك إلى الله وحده، قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} (1) ولا يملك الصالحون أن يتصرفوا في ملكوت السماوات والأرض إلا بقدر ما آتاهم الله من الأسباب كسائر البشر من زرع وبناء وتجارة ونحو ذلك مما هو من جنس أعمال البشر إذن الله تعالى، ولا يملكون أن يشفعوا وهم في البرزخ لأحد من الخلق أحياء وأمواتا، قال الله تعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} (1) وقال: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (2) وقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (3) ومن اعتقد في أنهم يتصرفون في الكون أو يعلمون الغيب فهو كافر؛ لقول الله عز وجل: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (4) وقوله سبحانه: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (5) وقوله سبحانه آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم بما يزيل اللبس ويوضح الحق: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (6)

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

ولي عودة بعد بحث هذه المسائل التي ذُكِرت في السؤال إن شاء الله ..

ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[13 - 12 - 09, 02:53 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا التفصيل الطيب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير