هذه استعمالات العلماء لمسمى التفسير في الصفات قد شرحتها لك مع بيان المعنى اللغوي للفظ التفسير وقد تبين من خلال كل هذا أن من نسب تفويض الصفات إلى السلف من خلال بعض العبارات عنهم والتي تنفي تفسير الصفات قد أبعد بذلك أيما إبعاد وأنه إنما سلك مبدأ منافيا للعلم في ذلك فلا هو راعى معنى التفسير لغة ولا هو راعى استعمالات العلماء ولا هو تتبع عباراتهم وأعمل كل ألفاظهم ولا راعي الثابت عنهم في باب الصفات عموما والله حسيبه في كل هذا وستكتب شهادتهم ويسألون
وإليك الآن أخي الكريم تلك الروايات عن السلف بأسانيدها وألفاظها والتي قد تناولناها بالشرح لعلك تقارن لتتأكد مما ذكرنا والله الموفق
1ـ أثر أبي عبيد القاسم بن سلام
قال ابن بطة:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام وذكر عنده هذه الأحاديث التي في الرؤيا فقال:
هذه عندنا حق رواها الثقات عند الثقات إلى أن صارت إلينا إلا أنا إذا قيل لنا فسروها قلنا لا نفسر منها شيئا ولكن نمضها كما جاءت
وقال الآجري في الشريعة:
حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان حدثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول وذكر عنده هذه الأحاديث في الرؤية فقال هذه عندنا حق نقلها الناس بعضهم عن بعض // إسناده صحيح
قال الإمام الأزهري
وأخبرني محمد بن إسحاق السعديّ عن العباس الدُّورِيّ أنه سأل أبا عبيدٍ عن تفسيره وتفسير غيره من حديث النزول والرؤية فقال: هذه أحاديثُ رواها لنا الثِّقاتُ عن الثّقات حتى رفعوها إلى النبي عليه السلام؛ وما رأينا أحداً يفسِّرها، فنحن نؤمن بها على ما جاءت ولا نفسِّرها. قال الأزهري: أراد أنها تُترك على ظاهرها كما جاءت. تهذيب اللغة
وفي السنة للخلال
حدثنا أبو بكرقال ثنا أبو الفضل عباس بن محمد الدوري قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول هذه الأحاديث حق لا يشك فيها نقلها الثقات بعضهم عن بعض حتى صارت إلينا نصدق بها ونؤمن بها على ما جاءت
قال الدارقطني في كتاب الصفات:
حدثنا محمد بن مخلد حدثنا العباس بن محمد الدوري قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام وذكر الباب الذى يروى فيه حديث الرؤية والكرسى وموضع القدمين وضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء وأن جهنم لا تمتلىء حتى يضع ربك عز و جل قدمه فيها فتقول قط قط وأشباه هذه الأحاديث فقال هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض وهى عندنا حق لا شك فيها ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف ضحك قلنا لا يفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره
وأخبرنا عُبَيْدُ الله بن أحمد الأزهري, قال: أخبرنا الدارقطني, قال: حدثنا محمد بن مَخْلَد, قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري, قال: سمعت أبا عُبَيْدٍ القاسم بن سَلَّام، وذكر الباب الذي يُرْوَى في الرؤيا, والكرسي, وموضع القدمين, وضحك ربنا من قنوط عباده, وقربه من عبده, وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماء؟ وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك - عز وجل - قدمه فيها, فتقول: قط قط, وأشباه هذه الأحاديث؛ فقال: هذه الأحاديث صِحَاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض, وهي عندنا حق لا نَشُكُّ فيها, ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه؟ وكيف ضَحِكَ؟ قلنا: لا نفسر هذا, ولا سمعنا أحدًا يُفَسِّرُهُ.
قال الإمام اللالكائي:
أخبرنا أحمد بن محمد بن الجراح ومحمد بن مخلد قالا ثنا عباس بن محمد الدوري قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام وذكر عنده هذه الأحاديث ضحك ربنا عز و جل من قنوط عباده وقرب غيره
والكرسي موضع القدمين وأن جهنم لتمتلىء فيضع ربك قدمه فيها وأشباه هذه الأحاديث
فقال أبو عبيد: هذه الأحاديث عندنا حق يرويها الثقات بعضهم عن بعض إلا أنا إذا سئلنا عن تفسيرها قلنا ما أدركنا أحدا يفسر منها شيئا ونحن لا نفسر منها شيئا نصدق بها ونسكت
وقال البيهقي:
¥