ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:03 م]ـ
أما الأخ علوين وفقه الله: فإني قد ذكرت في مقدمتي المستعجلة أن هناك مبحثا حول ضابط المعنى شرحتُ فيه ما سألتَ عنه بما يكفي وذكرتُ أنه شبه جاهز وأنني تأخرتُ في ضمه للمبحث للسبب المشروح في المقدمة أعلاه فلا داعي للإعادة
ثم إني أنزهك من هذه الشنشنة التي نعرفها من العجزة الذين لا يستطيعون أن ينقلوا عن السلف ما يدل على مذهبهم سواء من المفوضة أو المؤولة فلجؤوا إلى إلصاق العجز بغيرهم ولهجوا بما لا يدركون عواقبه وأخشى أن تكون نموذجا منهم بل يبدو ذلك
وهذه حالة نفسية تعتري كل صاحب باطل أرهقته شهب الحق وأذهلته فصار همه إيجاد حالة من العجز يشترك فيها خصمُه معه
ثم هذه السياسة مكشوفةٌ أخي الكريم، وهي (موضة) بدعية قديمة، كلما دُمغ أهل البدع بالحجج لجؤوا للخروج من المأزق بالسؤال عن نقطةٍ ما يظنون أنها محل اشتباه، وأنها قد تُخرجهم من حرج الإفحام فيسألون عن جزئية قد ورد في أمثالها أجوبة قاطعة كافية لنقض مذهبهم متجاهلين تلك الأجوبة!!
تماما كما يفعل النصارى عندما يُفحمون بالحجج من المسلمين على أن ديانتهم محرفة وعقيدتهم ملفقة فينقطعون عن الجواب ويشتغلون بفتح باب آخر يظنون أنه يهوّن عليهم من دعوى أن الإسلام دين وثنية بناء على شعيرة الطواف او بنحوها من الشبهات البالية
فانت أخي علوين لماذا لم تُجِب عن عشرات النصوص التي تقطع دابر التفويض بما يدل على أنه ليس من مذهب السلف في شيء وأنه مذهب محدث مخترع؟!
لماذا لا تجيب عن إثبات معنى الحنان من الله وأنه تعطّفه على خلقه وعطفه عليهم كما أثبتناه لك من كلام السلف كابن عباس ومجاهد؟!
لماذا لا تجيب عن إثبات معنى الاستواء وأنه الارتفاع والاعتلاء كما تواتر عن السلف؟!
أو لا تجيب عن إثباتهم معنى الاستواء تماما كما يقر في قلوب العامة؟
أو لا تجيب عن إثبات عشرات الأئمة لاستواء الذات وقد نقلنا كلامهم؟
أو لا تجيب عن إثبات معنى الاستواء وأنه الذي يعقبه أطيط للمستوَى عليه كما ذكره الشعبي
أو لا تجيب عن إثبات أن فوقية الله بحد كما صح عن عدد منهم
أو لا تجيب عن إثبات معنى المجيء من بعضهم وأنه الاقبال
أو لا تجيب عن معنى الكفاح في كلامه وأنه المشافهة والمواجهة
أو عن معنى الصمدية وأنها انتفاء الجوفية عنه وأنه لاجوف له
أو عن معنى الكنف وأنه الناحية كما جاء عن بعضهم
أو عن دنو الرب وقربه وأنه يُحَس كما ثبت عن بعضهم
أو عن ودّه وأنه محبته
أو عن رحمته وأنها من الحنان والتحنن والتعطف
أو عن مجيئه في الظلل وأنه مجيء بحيث تكون الملائكة حوله فيه
أو عن النور وأنه يُرى وأنه يضيء.
أو عن نزوله وأنه فعل قائم على المشيئة يقترب به الرب إلى المنزول إليه من أعلى إلى أدنى
أو عن سبحات وجهه وأنها جلال الوجه ونوره
أو عن كونه كان في عماء وأنه كان في سحاب
أو عن تسويغهم السؤال عن الله بأين
أو عن جمال وجهه وأنه الحسن والبهاء
أو عن تجليه وأنه بروزه وظهوره
أو عن عجبه وأنه إعظامه للشيء
أو عن استهزائه وأنه إظهار المستهزِيء للمستَهْزَأ به من القول والفعل ما يرضيه ظاهراً، وهو بذلك من قِيلِه وفعلِه به مورثه مساءة باطناً، وكذلك معنى الخداع والسخرية والمكر
إلى غيرها من المعاني المثبتة في البحث من قِبل السلف أنفسهم؟
أجب عن هذه وأشباهها مما ورد في البحث فأنا الذي سبقتك بإيرادها وأنت الملزم بالجواب فعليك الجواب قبل الفرار إلى طرح الأسئلة
ولو كان علوين طالبا للحق لما قصَر السؤال عن اليد ولسأل عن النزول والرحمة ونحوها لكنه الحرص على تغطية العجز والظن منه بأنه سأل عما يصعب التعبير عن معناه.
ومن المعلوم أن الصفات التي ينكر عوين إثباتها لله كما يدل عليه سؤاله ومَن على طريقتهم كالنزول والعلو والمجيء والرحمة والغضب والفرح والرضى والضحك ونحوها كصفات بغَضّ النظر عن الموصوف بها هي معلومة المعاني في أصلها لدى كافة الناس عالمهم وجاهلهم، ولذلك نجد أصحاب المعاجم اللغوية والقواميس عندما يتعرضون لها في كتبهم يقولون معروفة ويكتفون بهذا أو يقولون هي ضد كذا ويكتفون وهكذا.
ولا يَسأل عن معانيها إلا مُسفسط ممخرق.
فانظر إلى ما قاله الإمام الذهبيُّ معلقا على أثر أبي جعفر الترمذي في صفة النزول عندما قال:
¥