تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[16 - 12 - 09, 04:36 ص]ـ

أخانا الكريم عبد الرحمن

قد نصَّت الآيات البينات على أن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب وأن الله تعالى رفعه إليه بجسده وروحه، وأنه سينزل إلى الأرض آخر الزمان، والأحاديث المتواترة في ذلك كثيرة.

وقوله تعالى: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم، وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه} دليل واضح على أنه عليه السلام رُفع بجسده وروحه، ولو أريد غير ذلك لقيل: وما قتلوه وما صلبوه بل مات. والأحاديث التي تخير عن نزوله دليل واضح على أنه رُفع بجسده، ولم يُقل سيعود من موته، وهذه الأحاديث المصرِّحة بنزول عيسى عليه السلام قد حكم عليها العلماء بالتواتر.

وقد أجمعت الأمة قاطبة على أن عيسى عليه السلام رفع بجسده وروحه إلى السماء وأنه نجا من القتل والصلب خلافا للنصارى، وحكى هذا الإجماع غير واحد. قال ابن عطية: "أجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي، وأنه سينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل وتظهر به الملة ملة محمد صلى الله عليه وسلم ويحج البيت ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة وقيل أربعين سنة" [المحرر الوجيز 3/ 143]

وقال السفاريني: "فقد أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء". [لوامع الأنوار 2/ 94]

فإذا كان الأمر ثابتا بالكتاب والسنة والإجماع، فأي حجة قطعية تريدها بعد ذلك؟ إن ما تقوله يا عبد الرحمن هو من المسائل الاعتقادية التي لا خلاف فيها، ونعلم جميعا أنه لو كانت المسألة في باب العقائد وأجمع عليها أهل السنة وخالفهم المبتدعة فلا عبرة بخلافهم، فكيف إذا كانت المسألة مما أجمع عليها المسلمون قاطبة ولم يخالفهم إلا أهل الكفر كالنصارى والقاديانية!!

وحتى لا يلتبس الأمر عليك فالخلاف إنما وقع في تفسير لفظة التوفي ليس غيرُ، فمن قائل معنى النوم أو معنى القبض، لكنهم جميعا متفقون على نفي الموت عن المسيح عليه السلام. واعلم أنه لم يصح عن أحد من السلف أو الخلف القول بهذا القول الخبيث، بل أول من ابتكره هو الغلام القادياني الكذَّاب وحاولوا بالكذب والإضلال نسبة هذا القول إلى بعض العلماء وتبيَّن كذبهم الواضح. وقولك هذا هو دعاية لأفكارهم الكفرية من حيث لا تدري.

وبهذا تعلم أن قولك: الذي ظهر لي بعد النظر في الأدلة أن موته ورفع جسده عليه السلام إلى السماء من الأمور المتشابهة وأن الأحوط لدين المرأء هو التوقف فيها وعدم الحكم الجازم بما لادليل قطعي عليه والله أعلم

كلام لا ينبغي لك أن تقوله، بل الأحوط لدين المسلم أن يجزم بنفي الموت عن المسيح ورفعه حيا إلى السماء وأنه سينزل آخر الزمان، موافقة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.

وأما أنك تريد نفي ذلك حتى لا يستدل عليه الرافضة بحياة مهديهم في السرداب، فما هكذا تورد الإبل يا عبد الرحمن، فحياة عيسى يشهد لها الكتاب والسنة والإجماع كما مرَّ، أما هذا العسكري فإنه لا وجود له فضلا عن وجوده حيا، وليس وراء ذلك إلا الخرافات والأساطير، ولا يصح أن نشكك في عقائدنا من أجل نسف عقائد الآخرين.

وأما كلامك عن رفع إدريس فهو مما وقع الخلاف فيه حقا، لكن الكلام هنا عن عيسى وليس إدريس وهو مما لم يقع خلاف فيه ألبتة. والله الموفق

ـ[محمد البيلى]ــــــــ[16 - 12 - 09, 09:12 ص]ـ

تم مناقشة الموضوع على منتدى الجامع لمقارنة الأديان ومحاورة النصارى.

http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=8082&st=0&p=37358&#entry37358

ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[16 - 12 - 09, 10:24 ص]ـ

سلمك الله أخي الفاضل

قلت حفظك الله ورعاك

أخانا الكريم عبد الرحمن

قد نصَّت الآيات البينات على أن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب وأن الله تعالى رفعه إليه بجسده وروحه،

ليتك دللتنا على التصريح برفع الجسد في تلك الآيات

ولوكانت الآيات واضحة وصريحة في الأمر لما ستدل شيخ الإسلام وغيره بنزوله آخر الزمان على رفعه بجسده

ولما قال الشوكاني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير