تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وطلبك لدليل آخر مع كل هذه الأدلة لا يستقيم، وذلك لأمرين: أولهما لأن الأدلة دلالتها ظاهرة وواضحة على نفي الموت عن المسيح وبقائه حيًّا في السماء، وثانيهما أن الأمة قد أجمعت على صحة هذا المعنى المستنبط من النصوص فليس لنا أن نطلب دليلا أقوى من الإجماع.

وأؤكد لك تكرارا هذا إجماع الأمة كافة، ولم يقل أحد من المسلمين إن المسيح وقع عليه الموت، وأن الرفع كان بالروح فقط إلا النحلة الكافرة أتباع القادياني.

والذين فسروا الوفاة بالموت في قوله تعالى {متوفيك ورافعك إليَّ} رأوا أنها من المقدم والمؤخر، فالمعنى عندهم الوفاة التي تكون آخر الزمان بعد نزول المسيح ومكثه في الأرض، لا أنه مات في الدنيا فتنبَّه ..

أما تفسير الوفاة بأن الله تعالى أماته حين رفعه برهة من الزمن، ثم أحياه في السماء، فهذا لا يُنسب لأحد من المسلمين إلا ما رُوي عن وهب بن منبه بروايات واهية، وحتى لو صحَّت فمعلوم عن وهب نقله عن أهل الكتاب كثيرا في مثل هذه الأمور، فهو غير معتمد في هذا، ولم يقل بقوله هذا أحد من أهل العلم، وهو تارة يقول: توفاه الله ثلاث ساعات من النهار، وتارة سبع ساعات تبعا لما يجده في كتبهم، وهو يعني أن الله أماته ثم أحياه فهو حي الآن في السماء، بل والأعجب أن الحاكم أخرج له قولا بأنه يقول بما يعتقده النصارى الآن، وهو أنه مات ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه إليه. وذلك يدلك على أن كلامه هذا ليس من كلام المسلمين، وهذا كله إذا سلمنا بصحة الرويات المنقولة.

وبهذا نخلص أنه لا يوجد أحد من السلف أو الخلف قال بموت المسيح قبل نزوله، أو أنه مات حين رفع، أو أنه ليس حيا في السماء بجسده وروحه. فتأمل

ولا أدري أين إشكالك هنا؟ هل تريد أن تقول إن المسيح مات ثم أحياه الله ورفعه كما يُنقل عن وهب، أم تقول إن المسيح مات كسائر البشر كما تقول القاديانية؟

فإن كانت الأولى فهو كلام ساقط لم يقل به أحد من علماء المسلمين سوى الروايات الواهية المنقولة عن وهب، وإن كانت الثانية فهو مخالف لإجماع المسلمين كما مرَّ، وإنما قال بذلك القادياني ليثبت أنه هو المسيح، ولا مسيح بعده وفي كتبه السابقة كان يؤمن بما يؤمن به عامة المسلمين.

أما قولك الموت هو الأصل في بني آدم فصحيح، والله تعالى قادر على أن يستثني ما يشاء من هذا الأصل، فإن الله تعالى جعل الأصل في بني آدم ولادته من أم وأب، واستثنى عيسى فجعله من أم بلا أب.

والخلاصة أن المسلمين يؤمنون بأن عيسى عليه السلام قد نجا من الصلب والقتل ورفعه الله حيًّا إلى السماء، وهو حي فيها إلى أن يشاء الله نزوله آخر الزمان فيكون علامة على قرب الساعة، فيمكث في الأرض ما شاء الله ثم يتوفاه الله تعالى كسائر البشر.

أما القول بأنه ميت ومدفون تحت الأرض فهو قول اليهود والقاديانية، حيث لا يؤمن اليهود بنبوته وأنه كاذب، ويؤمن القاديانية بأنه صُلب وأغمي عليه فظنه الناس قد مات وخرج من القبر وشفي ثم هاجر إلى الهند ومات هناك.

والقول بأنه حي الآن في السماء، فهو قول المسلمين والنصارى، أما النصارى فيقولون قد صُلب حتى مات، ودُفن في القبر ثلاثة أيام وفي اليوم الثالث قام ورُفع إلى السماء وجلس عن يمين الله، أما المسلمون فيقولون قد نجا المسيح من القتل والصلب ورفعه الله حيا فهو الآن حي في السماء.

أرجو أن يكون قد وصلك المراد .. ويمكنك الاستعانة بهذا الرابط ( http://www.saaid.net/Minute/20.htm)

وفقك الله إلى ما يحب ويرضى

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 12 - 09, 02:26 م]ـ

الرفع هو بالجسد والروح معاً. قال الرازي: "إن التوفي أخذ الشيء وافياً. ولما علم الله إن من الناس من يخطر بباله أن الذي رفعه الله هو روحه لا جسده ذكر هذا الكلام ليدل على أنه عليه الصلاة والسلام رفع بتمامه إلى السماء بروحه وبجسده". وعلى هذا اتفقت أقوال السلف. وقد روي عن الحسن البصري من أكثر من وجه. واختاره الفراء وابن قتيبة وغيرهما من اللغويين، واختاره ابن جرير الطبري. قال ابن زيد: "متوفيك: قابضك. قال ابن جريج: "فرفعه إياه إِلَيْهِ توفيه إياه، وتطهيره من الذين كفروا".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير